عندما اختيرت هيلارى كلينتون رسميا كمرشحة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016، كانت تلك سابقة تاريخية، وكانت وزيرة الخارجية السابقة أول امرأة تصبح مرشحة رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، وأطلق الكثيرون العنان لخيالهم ليحلموا، مدفوعين بنتائج استطلاعات الرأي في هذه المرحلة، بأن تتحقق سابقة تاريخية ثانية وتصبح كلينتون أول رئيسة للبلاد.
وبعد أكثر من عامين على ضياع الحلم فجأة بفوز دونالد ترامب، يبدو أن هناك إصرارا على أن يكون سقوط الأخير على يد امرأة، مع إعلان عدد كبير حتى الآن من النساء عن ترشحهم في السباق التمهيدي للحزب الديمقراطي من أجل منافسة ترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة 2020.
فخلال الأسابيع القليلة الماضية أعلنت الترشح كل من كريستين جيليبرند وكامالا هاريس وتلوسى جابارد وإليزابيث وارين وأمى كلوبوشار، وجميعن عضوات بمجلس الشيوخ، وهو عدد غير مسبوق في هذه المرحلة من السباق، فلم يسبق أبدا أن حدثت مواجهة بين امرأتني في مناظرة تلفزيونية رئاسية، لكن هذا العام من المتوقع أن يكون هناك ستة نساء على الأقل، حيث لا يزال باب الترشح مفتوحا لدخول متنافسين جدد وانسحاب آخرين.
ورغم أهمية هذا التطور، إلا أن البعض يراه أمرا عاديا بعد أن وصف العام الماضي 2018 بأنه عام النساء، حيث شهد انتخاب عدد غير مسبوق من النساء في الكونجرس، بينهن سياسات لأول مرة قادمات من خلفيات مختلفة، وبعضهن يتولى مناصب قيادية بارزة داخل المجلس التشريعي.
وتقول شبكة “سى إن إن” الأمريكية إن الدور الحيوي الذى تلعبه النساء في سياسات الحزب الديمقراطي لم يكن بمثل هذا الوضع من قبل، مع وجود عدد من المرشحات في السباق التمهيدي كل منهن لها شعبيتها الخاصة لدى الناخبين. ورغم ذلك، فإن أيا من هؤلاء النساء يحتل صدارة استطلاعات الرأي حتى الآن، وهذا يرجع إلى كونهن غير معروفات بدرجة كبيرة على المستوى الوطني الأمريكي، باستثناء السيناتور إليزابيث وارين، التي شهد اسمها صعودا في السنوات القليلة الماضية بفضل هجومها اللاذع على ترامب بشكل مستمر ورده عليه بشكل عنصري منها إشارته المستمرة لها باسم بوكاهانتس، أحد الشخصيات الشهيرة من السكان الأصليين.
لكن توقعات المحللين تشير إلى أن حظوظ هؤلاء النساء ستزداد بالتأكيد بعد أن يتعرف عليهن الناخبون بشكل أكبر وتزداد سياستهن وبرامجهن وضوحا.
وكانت أحدث المنضمات إلى سباق الرئاسة السيناتور أمى كلوبوشار التى أعلنت أمس، الأحد، ترشحها فى الانتخابات. وبدأت كلوبوشار عملها كمحامية في شركة خاصة لتصبح بعدها المدعى العام في مقاطعة هينبين فى عام 1998، أكثر مقاطعات ولاية مينيسوتا ازدحاماً بالسكان.
وبعد ثماني سنوات، انتخبت لتمثيل مينيسوتا في مجلس الشيوخ، لتصبح أول سيدة تحصل على هذه الوظيفة.