منيرة الجمل
تشهد نيويورك جدلاً حادًا حول مشروع قانون المساعدة الطبية على الموت، الذي ظل في قيد الدراسة لأكثر من عقد. يهدف المشروع للسماح بالانتحار بمساعدة طبية، وقد اكتسب زخمًا بعد أن أعلنت جمعية طبية كبيرة دعمها له في أبريل الماضي. هذا الدعم يمثل تغيرًا ملحوظًا مقارنة بالمواقف السابقة.
**دعم الأطباء للمشروع**
أعلنت الجمعية الطبية لولاية نيويورك، والتي تمثل آلاف الأطباء، عن دعمها لمشروع قانون المساعدة الطبية على الموت، مع التأكيد على أن مشاركة الأطباء في هذا الإجراء ستكون اختيارية. وقال جيروم كوهين، رئيس الجمعية، إن هذا القرار يحترم التنوع الثقافي ويعزز استقلالية المريض.
**المشرعون يؤيدون المشروع**
أكد سناتور الولاية براد هويلمان سيجال، ديمقراطي من مانهاتن، أن دعم الجمعية الطبية يمثل تطورًا رئيسيًا لمشروع القانون. وأشار إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت أن حوالي 70٪ من سكان نيويورك يدعمون هذا الإجراء، مما يعكس رغبة الأطباء في منح المرضى خيار إنهاء حياتهم بكرامة.
**معارضة قوية من مجموعات حقوق ذوي الإعاقة والمجموعات الدينية**
في المقابل، تعارض مجموعات حقوق ذوي الإعاقة مشروع القانون، معتبرةً أنه يقلل من قيمة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة. كما أشارت إلى أن العديد ممن يفكرون في الانتحار يعانون من مشاكل نفسية غير مشخصة.
من جهتها، أعربت جمعية نيويورك للحياة المستقلة عن قلقها من أن المشروع يعزز التصورات السلبية حول قيمة حياة ذوي الإعاقة، ويزيد من خطر سوء المعاملة.
كما عبر المؤتمر الكاثوليكي لولاية نيويورك عن معارضته للمشروع، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود لمنع الانتحار وتوفير الرعاية التلطيفية بدلاً من تسهيله. ودعا إلى تحسين تعليم وتدريب الأطباء على إدارة الألم وتشخيص وعلاج الاكتئاب، لضمان تقديم الرعاية المناسبة للمحتضرين.
في النهاية، يبقى مصير مشروع القانون معلقًا بين المؤيدين الذين يرون فيه فرصة لتعزيز استقلالية المريض، والمعارضين الذين يخشون من تداعياته على قيمة الحياة الإنسانية وسلامة الفئات الضعيفة.