في محاولة لمواجهة فيروس كورونا والقضاء عليه في أقرب وقت ممكن، حيث تواجه أوروبا صدمة اقتصادية حادة من تفشي «كوفيد-19»، اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على إقامة صندوق طوارئ حجمه تريليون يورو من أجل المساعدة في جهود التعافي من جائحة فيروس كورونا، ليتحاشى إخفاقا جديدا هذه المرة لكن مع إرجاء التفاصيل المثيرة للخلاف إلى الصيف.
في هذا الصدد، عقد الزعماء السبعة والعشرون مؤتمرا بالفيديو استمر أربع ساعات من أجل دراسة المقترحات، حيث احتشدوا خلف ميزانية أكبر للفترة من 2021 إلى 2027 متضمنة برنامجا للتعافي الاقتصادي.
في هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة بغداد د. عبد الرحمن المشهداني، بحسب سبوتنيك إن هذه الخطوة تعد واحدة من الخطوات المطلوبة من كل دول العالم وليست فقط من دول الإتحاد الأوروبي لمواجهة هذه الأزمة لأن الأضرار التي أحدثها فيروس كورونا، وأصابت العالم بشكل عام سواء كأفراد أو مؤسسات وتسببت في شلل إقتصادي كبير جراء الحظر كان لها آثار سلبية كبيرة على اقتصادات الدول.
وأضاف المشهداني، أن هذا الرقم الذي تقدمه دول الإتحاد الأوروبي قليلا لكنه يكفي للبدء في تدوير عجلة الاقتصاد مرة أخرى، كما أن طريقة التمويل ستكون من خلال تخصيص الدول الكبرى هذه المبالغ سواء بالاقتراض المباشر أو إصدار نقدي وغيرها من إجراءات مطلوبة هذه الفترة، ولكن النقطة التي تثير خوف وقلق العالم هو ما بعد جائحة كورونا، لأنه من المتوقع فقدان أكثر من 25 مليون عامل لوظائفهم خلال الأيام القادمة ما لم تُتخذ مثل هذه الإجراءات الاقتصادية.
من الناحية السياسية، قال المحلل السياسي والخبير في الشئون الدولية طارق عبود، إن الكثير يعلم أن أوضاع الإتحاد الأوروبي ليست على ما يرام حتى قبل جائحة كورونا، مشيرا إلى أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي شكل صدمة لدى الأوروبيين لأن بريطانيا دولة ليست صغيرة أو هامشية في المنظومة الأوروبية، لذلك أتى فيروس كورونا ليكمل هذا المشهد ويبرز زعزعة العلاقة بين دول الإتحاد الأوروبي، لذا فإن دول أوروبا تقف أمام تحدي كبير في ظل أزمة كورونا.
وأضاف أن العالم كله وليست أوروبا وحدها سيتغير بعد جائحة كورونا، فالولايات المتحدة الأمريكية ستتغير وكذلك الإتحاد الأوروبي سيتغير وعلاقات الدول مع بعضها البعض ستتغير وستكون أوروبا أمام استحقاق كبير لإعادة بلورة المجموعة الأوروبية تحت وطأة الإتحاد الأوروبي لكن ستكون هناك صعوبات كبيرة في إعادة لحمة ما تم كسره في هذه الأزمة.