يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على وشك الاعتراف بأن محاولاته لقلب نتيجة الانتخابات الأمريكية ووقف انتصار جو بايدن لن تسفر عن أى شىء مع تصديق مزيد من الولايات الرئيسية على نتائجها وتأكيد فوز المرشح الديمقراطى بأصواتها فى المجمع الانتخابى.
لكن لا يبدو أن ترامب ينوى الابتعاد عن معترك السياسة والعودة بهدوء إلى أعماله التجارية فى نيويورك، ويتعامل مع الخسارة على أنها ليست نهاية المطاف، وإنما جولة لم يستطع الفوز بها لكنها لن تخرجه منهزما إلى الأبد. وما فعله ترامب منذ إعلان النتيجة من تشكيك فى سلامة الانتخابات وحديث عن تصويت الموتى وتلاعب بأصوات الناخبين، وتصويت الآلاف بشكل غير قانونى يؤكد هذا. بالإضافة غلى هذا، سبق وتحدث مرارا عن البقاء فى البيت الأبيض حتى بعد 2024 (لو كان قد فاز فى الانتخابات الأخيرة)، وألمح لذلك عدة مرات على تويتر.
ولو كانت الانتخابات هذا العام قد أكدت شيئا، فهو أن ترامب، برغم حالة العداء القوى له من وسائل الإعلام الأمريكية، حظى بدعم كبير من قطاعات مختلفة من الناخبين ، وأنه حصل على عدد من الأصوات لم يحصده من قبل مرشح جمهورى، فى ظل نسبة الإقبال التاريخى التى شهدتها تلك الانتخابات، وأن هذا الانقسام الكبير قد يصب فى مصلحته لو أراد العودة لسباق الرئاسة مجددا فى عام 2024.
ويبدو أن الرئيس يفكر جديا فى الأمر. فرغم تشكيكه فى النتيجة ورفضه الاعتراف بها حتى الآن، إلا أنه فى التجمعات الخاصة والمحادثات الهاتفية، وكما قالت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير لها، يناقش ترامب تحرك قادم وهو الترشح للرئاسة مجددا بعد أربع سنوات. ويفكر الرئيس بجدية فى الحياة خارج البيت الأبيض ويخبر المستشارين أنه يريد أن يظل قوة حاضرة فى السياسة والإعلام، ربما عن طريق الترشح مجددا. وأخبر ترامب المقربين أنه قد يعلن عن حملة 2024 قبل نهاية هذا العام، والتى ستنشىء على الفور مباراة عودة مع محتملة مع الرئيس المنتخب جو بايدن.
ويقول كريستوفر رودى صديق ترامب القديم المتواصل معه باستمرار إن الأخير سيحاول البقاء كقوة سياسية وإعلامية، فليده كل هذه الأعمال القائمة، وسيكون لديه علاقات جديدة، ولو فكر ترامب جديا فى خوض السباق الرئاسى القادم، فسيدخله مسلحا بدعم كبير من الجمهوريين، وإن كان الوقت لا يزال مبكرا للبت فى مسألة استمرار هذا الدعم، او ما غذا كان من الممكن أن يظهر مرشح يستحوذ على هذا التأييد.
وقد كشف استطلاع للرأى أجرته مجلة “بولتيكو” الأمريكية أن الرئيس ترامب هو المرشح الذى يفضله أغلبية الجمهوريين لخوض سباق الرئاسة 2024، متفوقا على جمهوريين آخرين بارزين منهم نائبه مايك بنس، بهامش كبير.
ووفقا للمجلة، فإن ترامب حصل على دعم 53% من الجمهوريين والمستقلين الذين يميلون للجمهوريين فى سباق تمهيدة افتراضى للحزب لانتخابات الرئاسة عام 2024، بحسب الاستطلاع الذى أجرى بين الناخبين المسجلين. وحل مايك بنس فى المركز الثانى بدعم نسبته 12% فقط. فيما حصل دونالد ترامب جونيور على 8%، فيما حصلت شخصيات جمهورية بارز مثل السيناتورات توم كوفتون وتيد كروز وميت رومنى ونيكى هالى على أقل من 5% من الدعم.
من ناحية أخرى، وجد استطلاع آخر أجرته منظمة Seven Letter Insight أن ثلثى الناخبين الجمهوريين قالوا إنهم سيدعمون ترشح ترامب للرئاسة مجددا فى غضون أربع سنوات. وشمل الاستطلاع 1500 شخص بين 10 و19 نوفمبر. وفى حين قال 67% من الناخبين الجمهوريين أيضا إنهم يدعمون انتقال السلطة سلميا لإدارة بايدن، فإنهم يريدون رؤية ترامب مجددا فى البيت الأبيض فى 2025.