تستغرق ظاهرة كسوف الشمس التي تحدث اليوم الإثنين في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، منذ بدايتها وحتى نهايتها مدة قدرها 5 ساعات و10 دقائق تقريبًا، وعند ذروة الكسوف الكلي يغطي قرص القمر حوالي 105.7% من كامل قرص الشمس، ويُغطي الكسوف الكلي مساحة عرضها 197.5 كم وسوف يستغرق مدة قدرها 4 دقائق و28 ثانية، وفقا للحسابات الفلكية.
عشرات الملايين سيكون من سكان المناطق الممتدة من المكسيك إلى كندا، مرورا بالولايات المتحدة، على موعد مع مشهد سماوي نادر لن يتكرر في هذا الجزء من العالم قبل سنة 2044، عندما يحجب القمر كليًا- في بعض الأماكن- ضوء الشمس.
من جانبه، قال أستاذ قياس البصر في جامعة ولاية أوهايو آرون زيمرمان، إن البشر لا ينظرون عادة إلى الشمس بسبب الانزعاج الذي يسببه ذلك، ولكن أثناء الكسوف، «يتجاوز» البعض هذه الغريزة ويحدقون جيداً لرؤية الظاهرة.
وقد شرح أن الخطر الرئيسي المرتبط بهذه الظاهرة يكمن في «السمّية الكيميائية الضوئية»، إذ تؤدي موجات قصيرة وقوية من الضوء الأزرق والبنفسجي والأشعة فوق البنفسجية، والأخيرة غير مرئية، إلى تفاعلات كيميائية تلحق الضرر بالخلايا النبوتية والمخروطية في شبكية العين، وهى الغشاء الموجود في الجزء الخلفي من العين.
حيث تتلقى الشبكية الانطباعات الضوئية، وترسل المعلومات البصرية إلى الدماغ، من خلال العصب البصري، موفّرة القدرة على الرؤية.
وغالبًا ما تشهد أقسام الطوارئ في المستشفيات، عند حصول كسوف، إقبالًا من أشخاص يشكون عدم وضوح الرؤية، وتغيّرات في إدراك الألوان، وبقعاً سوداء، وأحياناً لا يكون من المؤكد أن وضعهم سيعود إلى طبيعته.
من ناحية أخرى، أوردت إحدى المجلات الطبية الكبرى حالة شابة حضرت إلى مركز صحي تخصصي للعيون في نيويورك بعدما نظرت إلى كسوف الشمس عام 2017 «مرات عدة لمدة ست ثوان تقريبًا بدون نظارات واقية» ثم بهذه النظارات.
وبعد ساعات قليلة، بدأت ترى كل شيء ضبابيًا ومشوهًا وبغير لونه الفعلي، وأبلغت عن وجود بقعة سوداء في وسط عينها اليسرى، ولوحظ أن الضرر الذي لحق بها على المستوى الخلوي كان لا يزال قائما بعد ستة أسابيع.
أوضح أستاذ طب العيون في جامعة جونز هوبكنز، نيل بريسلر، أن «الضرر في بعض الحالات يكون جزئيا وقابلاً للعلاج، بحيث لا يعود محسوساً»، ويستغرق التعافي عادةً بضعة أشهر.
ولكنّه حذّر من أن الضرر «قد يخلّف في حالات أخرى بقعة سوداء دائمة، ولا يتوافر أي علاج لتغيير هذا الوضع».
تحذر وكالة ناسا من أنه «ليس من الآمن النظر مباشرة إلى الشمس دون حماية متخصصة للعين لمشاهدة الشمس» إلا خلال المرحلة الكلية القصيرة من كسوف الشمس الكلي.
كما أن التحديق مباشرة في الشمس أثناء الكسوف الجزئي للشمس يمكن أن يسبب ضررا دائما لشبكية العين، وفقا للجمعية الفلكية الأمريكية.
المستشفيات في حالة تأهب قصوى تحسبًا لزيادة حوادث المرور، واحتمال وقوع إصابات جماعية وتلف العين.