أثارت مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللجنة الانتخابية بوقف عد الأصوات في بعض الولايات الحاسمة، تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الدعاوى يمكن أن تغير نتيجة الانتخابات، ورفعت حملة ترامب سلسلة قضايا في ولاية بنسلفانيا، تشمل دعوى لوقف عد الأصوات ”حتى التوصل لدرجة قوية من الشفافية“، وأخرى للمطالبة بحضور مراقبين جمهوريين إضافيين لعمليات الفرز، هذا وقد رفضت محكمة في الولاية الدعوى الأخيرة بالفعل، كما طلبت حملة ترامب من المحكمة العليا الأمريكية التدخل في محاولة لتقصير مدة وصول الأصوات بالبريد في الولاية، والتي تستغرق 3 أيام، وفي ميشيغان، تطالب حملة ترامب بوقف عد الأصوات، حتى تستقدم حملة الجمهوريين المزيد من المراقبين، لفحص بطاقات الاقتراع التي تتم معالجتها.
إلا أنه وفقا لصحيفة التايمز البريطانية: ”قد يكون الأوان فات في هذا الصدد، فعلى الرغم من وجود أصوات لا يزال يتعين عدها، إلا أن تقدم جو بايدن يصعب وقفه“، وفي ولاية جورجيا قدمت الحملة دعوى قضائية تحاول وقف فرز بطاقات الاقتراع التي وردت بعد الانتخابات، ومن المتوقع أن ترفع قضية مماثلة في ولاية نيفادا أيضا، وقد رفض قاضٍ في جورجيا الدعوى أمس.
المحكمة العليا
وإذا لم تنجح الدعاوى القضائية المختلفة على مستوى الولايات، فمن المرجح أن يتم استئنافها بقدر المستطاع، وربما يصل الأمر إلى المحكمة العليا، ولكن المشكلة بالنسبة لحملة ترامب هي أنه لا يبدو أن بايدن يعتمد على الأصوات البريدية التي تصل إلى مراكز العد بعد يوم الانتخابات لتحقيق النصر، لذا حتى الانتصارات على هذه الجبهة لن تبقي ترامب في البيت الأبيض.
سيناريو فلوريدا
لا يشبه ما يحدث الآن سيناريو فلوريدا عام 2000، ففي تلك الانتخابات كانت نتيجة التصويت في الولاية موضع تساؤل؛ بسبب الإخفاقات الإدارية، وذلك ببساطة لأنها كانت متقاربة للغاية، وكان الجانبان يتنازعان على مسألة كيفية إجراء إعادة فرز الأصوات أو ما إذا كان ينبغي إجراؤها، وعلى عكس ترامب لم يكن جورج دبليو بوش يزعم حدوث تزوير واسع النطاق في اللجان الانتخابية، وعلاوة على ذلك، أطلقت حملة بوش جهداً قانونياً منضبطاً للغاية بقيادة جيمس بيكر وزير الخارجية السابق.
فرز الأصوات
ويرجع استغراق بعض الولايات وقتا أطول من المعتاد إلى عملية التصويت بالبريد التي باتت ضرورية بسبب وباء كورونا، ولأن الولايات رفضت تكييف قواعدها للتعامل مع الضغط الجديد، وفي بنسلفانيا، رفضت الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الجمهوريون طلب الحاكم الديمقراطي بالبدء في جدولة الأصوات البريدية قبل يوم الانتخابات، كما فعلت العديد من الولايات، ويعتقد الديمقراطيون أن هذا كان قراراً متعمداً ليفسح المجال أمام ترامب للطعن في النتائج.