في خبر سار لسكان بروكلين، وخاصة كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة والعائلات التي لديها أطفال صغار، أعلنت هيئة النقل المتروبوليتية (MTA) عن خطة طال انتظارها لتركيب مصاعد في محطة مترو «سميث-الشارع التاسع» في حي غوانوس. وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة لأن هذه المحطة هي الأطول في نظام مترو أنفاق مدينة نيويورك بأكمله، حيث يبلغ ارتفاعها حوالي ٩٠ قدمًا (٢٧.٤ مترًا) فوق سطح الأرض، مما يجعل صعود سلالمها تحديًا يوميًا للكثيرين.
يأتي هذا الإعلان كجزء من خطة رأس المال الجديدة لهيئة النقل، التي وافقت عليها الهيئة التشريعية لولاية نيويورك، والتي تتضمن تمويلًا لتركيب مصاعد وتحديثات لتسهيل الوصول في أكثر من ٦٠ محطة مترو أخرى. وتهدف هذه الجهود إلى جعل نظام النقل العام أكثر شمولية ومتاحًا لجميع السكان، بغض النظر عن قدراتهم البدنية.
أهمية الوصول الشامل في نظام النقل
في الولايات المتحدة، يضمن قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الوصول إلى الأماكن العامة والخدمات، بما في ذلك النقل العام. ومع ذلك، فإن نظام مترو أنفاق نيويورك، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من قرن، لا يزال يواجه تحديات كبيرة في تحقيق الامتثال الكامل لهذا القانون. العديد من محطاته القديمة تفتقر إلى المصاعد والمنحدرات، مما يجعل استخدامها شبه مستحيل لبعض شرائح المجتمع.
وقد سلط السيناتور أندرو غوناردس، ممثل الولاية، الضوء على هذه المعاناة بقوله: «كل يوم، يتسلق سكان نيويورك سلالم هذه المحطة وكأنهم يتسلقون جبل إيفرست، ويكافحون للحاق بالقطار في الوقت المحدد. وإذا كنت تستخدم كرسيًا متحركًا، أو تدفع طفلك في عربة أطفال، أو تسافر بأمتعة، أو ببساطة تجد صعوبة في صعود السلالم، فالأمر مستحيل». وأضاف أن تركيب المصاعد سيغير هذا الواقع أخيرًا، مؤكدًا أن «المترو ملك لكل سكان نيويورك، ويجب أن يكون متاحًا لكل سكان نيويورك».
تأثير إيجابي على المجتمع المحلي
بالإضافة إلى محطة «سميث-الشارع التاسع»، ستشهد العديد من المحطات الأخرى في بروكلين، مثل «كورت ستريت» و«هويت-شيرمرهورن» و«الشارع ٣٦»، تركيب مصاعد جديدة. ومن المتوقع أن ترفع هذه الترقيات نسبة المحطات المتاحة في نظام المترو إلى أكثر من ٥٠٪، لتخدم ما يقرب من ٧٠٪ من ركاب النقل العام في المدينة.
وقد لاقى هذا القرار ترحيبًا واسعًا من قادة المجتمع المحلي. فرانسيس براون، رئيسة جمعية سكان مساكن ريد هوك الشرقية (وهي جزء من مشاريع الإسكان العام في نيويورك المعروفة بـ NYCHA)، قالت: «هذا أمر مهم جدًا لمجتمعنا، وخاصة لكبار السن لدينا. هذه المحطة هي صلة وصل لنا ببقية المدينة، وبوظائفنا، ومدارسنا، وأطبائنا. تركيب المصاعد سيغير ذلك، وسيجعل من الممكن لجميع جيراننا الوصول إلى القطار».