تقدم الجمعة ثلاثة من ملاك الأراضي وناشطي البيئة في ولاية تكساس بالشكوى الأولى من نوعها، متحدين بها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة الطوارئ، لبناء جدار على طول الخط الحدودي مع المكسيك.
رفعت الشكوى في إحدى محاكم العاصمة واشنطن، وادعى المتقدمون بها أن الحكومة أطلعتهم على رغبتها بإنشاء جدارٍ حدودي على أراضيهم، الواقعة جنوبي الولاية، في حال توفر المبلغ المطلوب لإنشائه في 2019.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب ، الجمعة ، حالة الطوارئ في البلاد، وذلك بعد فشل مساعيه في الحصول على الضوء الأخضر من الكونغرس لتمويل مشروع الجدار الحدودي الذي يعتزم تشييده على الحدود الجنوبية مع المكسيك.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض، إن الجدار الذي سيبنى على حدود المكسيك سيوقف الهجرة غير الشرعية إلى أميركا.
وتابع:” أحد الأمور التي قلت إنني أود أن أفعلها هو تأمين الحدود، لأن هناك كميات كبيرة من المخدرات التي تتدفق إلى بلدنا، والكثير منها يأتي من الحدود الجنوبية”.
وأكد أنه سيستخدم صلاحياته التنفيذية لتمويل الجدار.
وأضاف “يقولون (الديمقراطيون) الجدار ليست فعالة. الجدار فعالة 100 في المئة”، مستشهدا برأي أهالي مدينة إل باسو بولاية تكساس الجنوبية التي زارها الأسبوع الماضي.
وقال إن الأوضاع تحسنت بنسبة 100 في المئة في المدينة بعد بناء جدار يفصلها عن المكسيك، “خاصة لجهة انخفاض مستوى الجريمة”، مؤكدا أن هذا مثال واحد على فعالية بناء جدران في الولايات الجنوبية.
وشدد أن قوات الأمن والجيش تلعب دورا كبيرا في مواجهة الهجرة غير الشرعية إلى داخل أميركا، مشيرا إلى أن وجود الجيش يساعد في وقف الهجرة، لكن الأفضل بناء الجدار.
وأكد أن “القوات اعتقلت عددا كبيرا من المهاجرين الذين جاءوا عبر قافلتين، وهم جزء من 50 ألف شخص كانوا يريدون المجيء إلينا”، مضيفا “أن رؤساء سابقين أعلنوا حالة الطوارئ لأشياء أقل أهمية (من الهجرة غير الشرعية). نحن نتحدث عن غزو لبلدنا”.
ومن المقرر أن يوقع ترامب على مشروع قانون الموازنة الجمعة أو السبت بعد أن أقرها الكونغرس بأغلبية كبيرة في وقت متأخر من مساء الخميس دون تمويل للجدار مما شكل هزيمة تشريعية لترامب.
وسيسمح إعلان حالة الطوارئ لترامب باستقطاع تمويل خصصه النواب لأغراض أخرى لبناء الجدار، لكن بشرط ألا تتدخل محاكم أو الكونغرس لمنعه من هذا الإعلان.
وخطوة ترامب المتوقعة تأتي بعد أن فشل في التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين بشأن تمويل الجدار، الذي أدى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.
ومن المتوقع أن يدخل في مواجهة مع الديمقراطيين، الذين يصفون مساعيه بأنها محاولة غير دستورية لتمويل بناء جدار حدودي دون موافقة الكونغرس.
ووعد ترامب ببناء جدار حدودي مع المكسيك، خلال حملته الانتخابية، وخاض مواجهات ساخنة مع الديمقراطيين منذ توليه السلطة عام 2016، وتسبب هذا الأمر في إغلاق جزئي للحكومة الأمريكية استمر 35 يوما.
وفي أول رد من الديمقراطيين على إعلان ترامب، حالة الطوارئ في البلاد، توعد أعلى ديمقراطيين بالكونغرس باللجوء لـ”كل علاج متاح” لمعارضة الإعلان، فيما أعلنت ولاية نيويورك انها “ستدرس الطعن” على هذا القرار.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الجمعة، إنهما سيتخذان إجراءات “في الكونغرس، وفي المحاكم، وعند الجمهور”، حسب ما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.
واعتبر الاثنان أن قرار ترامب “غير قانوني”، واعتبرا أنه يعمل على “إفساد الدستور” من خلال تخطي سلطة الكونغرس للسيطرة على الإنفاق.
من جانبها، هددت النائبة العامة لولاية نيويورك،ليتشا جيمس، باتخاذ إجراء قضائي ضد إعلان حالة الطوارئ الوطنية.
وقالت جيمس في بيان: “لن نقبل انتهاك السلطة هذا، وسنقاوم بكل الأدوات القانونية التي تحت تصرفنا”.
ومن شأن القانون الذي فرضه ترامب أن يعمل على نقل مليارات الدولارات من الحكومة الفيدرالية لبناء جدار على الحدود الأميركية المكسيكية.
ويقول مسؤولو البيت الأبيض إن بعض الأموال ستأتي من مشاريع البناء العسكرية. وفي هذا الصدد قالت بيلوسي وشومر إن ترامب سيستخدم الأموال اللازمة “لأمن جيشنا وأمتنا”.
ويمكن للديمقراطيين رفع دعاوى قضائية وإجبار أصوات الكونغرس على منع تحويل أموال ترامب، ويستطيع ترامب الاعتراض على التشريع في حال اجتيازه.
يشار إلى أن ترامب نوه إلى أنه على دراية بأنه سيواجه “تحديات قانونية”.