وكالات / أسوشيتدبرس/ الحرة
أصبح السباق الانتخابي الأميركي، محتدما أكثر من أي وقت مضى، بعد وفاة عميدة قضاة المحكمة العليا الأميركية، روث بادر غينسبيرغ، إذ يرى مراقبون أن هذا التطور سينعكس بشكل كبير على الانتخابات المنتظرة.
وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في تغريدة، السبت، إنه سيقدم “دون تأخير” على تسمية قضاة لهذه المحكمة وهو “القرار الأهم” الذي ينتخب من أجله رئيس، على حد وصفه.
ويأتي ذلك، في وقت يطالب فيه الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي له المرشح الرئاسي، جو بايدن، بإرجاء هذا الأمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 3 نوفمبر، لما للمحكمة من تأثير على العديد من القضايا.
وللمحكمة اليد العليا في بعض القضايا التي يتنازع حولها الديمقراطيون والجمهوريون، مثل ملف إجهاض المرأة، والتشريعات الخاصة بالبيئة، وسلطات الرئاسة، وذلك لعقد كامل.
أما بالنسبة للجمهوريين، فإنهم يرون منصب المحكمة العليا الشاغر، أحد السبل المتوفرة للرئيس الأميركي، لحشد المؤيدين خارج دائرة أنصاره، خاصة لدى النساء، وفقا لتحليل وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وقد تشكل وفاة روث بادر غينسبيرغ، عميدة الفصيل الليبرالي في المحكمة، فرصة للرئيس الجمهوري لمنح المحافظين الأغلبية لعقد قادم. وقد سبق لترامب أن عيّن اثنين من القضاة المحافظين في المحكمة العليا خلال فترة ولايته، وهما: نيل غورسوش وبريت كافانو.
وينهي القضاة أحيانًا حياتهم المهنية عن طريق الاستقالة من مناصبهم، بينما يعمل الآخرون في المحكمة حتى وفاتهم. كما يمكن لقضاة المحكمة التقاعد عند بلوغهم 70 عاما، لكن نادرًا ما يفعلون ذلك.
وكانت غينسبيرغ، التي توفيت عن عمر عن عمر يناهز 87 عاما، أقدم قاضٍ في المحكمة المرموقة، وأعلنت وفاتها، ليل الجمعة، بعد مضاعفات جراء إصابتها بسرطان البنكرياس.
وأفاد تقرير “أسوشيتد برس” أن العديد من الجمهوريين المقربين من البيت الأبيض يعتقدون أن ترامب، على الأرجح، سيرشح امرأة لخلافة غينسبيرغ، في خطوة مشابهة لموازنة تعيين بايدن الديمقراطية، كامالا هاريس، نائبة له، والتي ستكون أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس، في حال فوز المرشح الديمقراطي.
وكان بايدن، قد صرح في وقت متأخر الجمعة، أنه ينوي تعيين أول امرأة سوداء في المحكمة العليا، وأضاف للصحافيين “يجب على الناخبين اختيار الرئيس، ويجب أن يختار الرئيس القاضي الذي سيؤكد مجلس الشيوخ تعيينه”.
ينتظر أن تشهد الولايات المتحدة صراعا سياسيا حادا بعد وفاة عميدة قضاة المحكمة العليا الأميركية روث بادر غينسبورغ، الجمعة، عن عمر ناهز 87 عاما، في وقت تشهد البلاد فيه انقسامات شديدة مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة.
أما من جانب ترامب، فقد سعى الرئيس الأميركي في 9 سبتمبر، إلى إضافة 20 اسما في قائمة القضاة المرشحين للمحكمة العليا، بما في ذلك القاضية، سوزان بي أنتوني، المناهضة لحق الإجهاض، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”.
وانقسمت آراء المراقبين، بخصوص دور التطورات الأخيرة في حسم المنافسة بين بايدن وترامب، فبينما يرى البعض أنها ستقف في صف ترامب، يرى آخرون أن فائدتها ستنعكس لصالح بايدن.
وقال المستشار الجمهوري والرئيس السابق للحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولينا، كاتون داوسون، لـ “رويترز”، إن التطور الأخير قد يساعد ترامب في التعامل مع الجمهوريين المعتدلين، الذين قد لا تجمعهم روابط مقربة للرئيس، لكنهم يتحالفون معه سياسيا، مضيفا “هذا يقوي تلك الأصوات لصالحه (ترامب)”.
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي، أندرو فيلدمان، إن التهديد بفقدان حقوق الإجهاض قد يؤدي أيضا إلى تفاقم صراع ترامب مع الناخبات.