ماذا قالت السلطات الفيدرالية عن الوفاة؟
قالت «ICE» (إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية – Immigration and Customs Enforcement) إن الرجل، واسمه «Jean Wilson Brutus»، تعرض لـ«حالة طبية طارئة» (Medical Emergency) داخل مركز الاحتجاز، وإن طواقم الإسعاف حاولت إنعاشه ثم نقلته إلى المستشفى حيث أُعلن عن وفاته في اليوم التالي، مرجّحة أن تكون الوفاة «لأسباب طبيعية مشتبه بها» (Suspected Natural Causes). وأضافت الوكالة أنه لم تظهر عليه علامات ضيق أثناء إجراءات الاستقبال (Intake) ولم يكن لديه – وفق ما ذكرته – سجل معروف لمشكلات قلبية.
انتقادات بسبب تأخر إعلان الخبر
أثار توقيت الإعلان عن الوفاة غضبًا بين جماعات حقوق المهاجرين، إذ قالت منظمات – بينها «ACLU-NJ» (الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية – فرع نيوجيرسي) – إن سياسات «ICE» الداخلية تنص على نشر إشعار وفاة المحتجز «في وقت مناسب ودقيق» عبر موقعها خلال يومي عمل من وقوع الوفاة، بينما تم الإعلان بعد نحو أسبوع. ونقلت «New Jersey Monitor» عن ناشطين ينظمون وقفات يومية أمام المركز مخاوف تتعلق بسرعة الاستجابة الطبية داخل المنشأة وأولوية الإجراءات الإدارية مقارنة بالحالات الطارئة.
خلفية وضعه القانوني ولماذا كان رهن الاحتجاز؟
وفق بيان «ICE»، دخل «Brutus» الولايات المتحدة في ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ عبر منفذ «Hidalgo» بولاية تكساس، وتم إدخاله بموجب «Parole» (إفراج/سماح إنساني مؤقت بالدخول – Parole) أثناء انتظار إجراءات الهجرة أمام المحكمة. وأشار البيان إلى أنه تعرض لتوقيفات محلية في نيوجيرسي بتهم مثل «التعدي الجنائي» (Criminal Trespassing) و«الإتلاف/العبث بالممتلكات» (Criminal Mischief)، وأن الوكالة قدمت في بعض المرات ما يُعرف بـ«Detainer» (طلب احتجاز للهجرة – Immigration Detainer) إلى السجن المحلي لإبلاغها قبل الإفراج عنه، لكنها تقول إنه أُفرج عنه دون إخطارها في إحدى المرات. ولم تتضمن التغطيات المتاحة تأكيدًا قاطعًا بشأن الإدانة من عدمها في كل الوقائع المذكورة.
ماذا طالب به سياسيون من نيوجيرسي؟
أعرب السيناتور الديمقراطي «Cory Booker» عن «قلق عميق» وطالب بـ«محاسبة واضحة» لما حدث، داعيًا إلى إغلاق «Delaney Hall»، بينما طالبت النائبة «LaMonica McIver» بتفاصيل عن ظروف الاحتجاز والرعاية الصحية، معتبرة أن الأمر يتصل – بحسب بيانها – بنمط أوسع من المخاوف حول حقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز. كما جدّد السيناتور «Andy Kim» دعواته لإغلاق المنشأة بعد زيارة سابقة للمركز وفق ما ذكرته التغطيات.
لماذا «Delaney Hall» محل جدل مستمر؟
يُدار مركز «Delaney Hall» في نيوارك بواسطة شركة «GEO Group» (شركة خاصة لإدارة السجون ومراكز الاحتجاز – GEO Group) بموجب عقد طويل الأجل مع «ICE» مرتبط بتشغيل منشأة تصل طاقتها إلى نحو 1000 سرير، وهو ما جعل المركز محورًا للاحتجاجات والمتابعة الإعلامية منذ إعادة تشغيله في 2025. وتحدثت تقارير سابقة عن حوادث وهروب محتجزين ونزاعات سياسية وقانونية حول الرقابة على المنشأة، ما ضاعف حساسية أي حادثة وفاة داخلها.
كيف تُفهم هذه الواقعة داخل نظام الاحتجاز الأمريكي؟
الاحتجاز لدى «ICE» هو احتجاز إداري مرتبط بقضايا الهجرة (وليس حكمًا جنائيًا بحد ذاته)، وقد يُستخدم لضمان حضور جلسات الهجرة أو تنفيذ قرارات الترحيل. لكن وفاة أي محتجز تفتح عادةً بابين للمساءلة: الأول طبي يتعلق بسرعة الاستجابة والإشراف الصحي داخل المنشأة، والثاني إداري/رقابي يتعلق بالتوثيق والشفافية والإعلان في الوقت المحدد، فضلًا عن إخطار جهات مثل «OIG» (مكتب المفتش العام – Office of Inspector General) والقنصلية المعنية، وهي خطوات قالت «ICE» إنها قامت بها في هذه الحالة.






