تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعديلًا جذريًا في طريقة تقييم الأهلية للحصول على إعانات الضمان الاجتماعي الخاصة بالإعاقة (Social Security Disability)، وهو ما قد يؤدي إلى حرمان نحو ١٥ مليون أمريكي من هذه المساعدات خلال السنوات العشر القادمة، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
تغيير جذري في نظام التقييم
مدير مكتب الإدارة والموازنة في البيت الأبيض روس فوت (Russ Vought) يدرس إلغاء عامل السن كليًا من معايير الأهلية، أو رفع الحد الأدنى للعمر من ٥٠ إلى ٦٠ عامًا. حاليًا، تعتمد إدارة الضمان الاجتماعي على نظام من عدة خطوات لتقييم الحالات، تبدأ بتحديد مدى شدة المرض أو الإعاقة وفقًا لقائمة محددة من الحالات. وإذا لم تكن الحالة مدرجة كإعاقة شديدة، تُؤخذ عوامل مثل السن والخبرة والتعليم في الاعتبار لتحديد قدرة الشخص على العمل أو التكيف مع وظائف أخرى.
هذا يعني أن الأشخاص فوق سن الخمسين لديهم فرصة أكبر للحصول على الإعانة، لأن فرصهم في التأقلم مع وظائف جديدة أقل مقارنةً بالشباب.
انخفاض في الطلبات والموافقات
بحسب تحليل لمعهد Urban Institute، تراجعت الطلبات الجديدة للحصول على إعانة الإعاقة بنسبة ٧٪ خلال السنة المالية الحالية مقارنة بالعام السابق، كما انخفضت معدلات الموافقة على الطلبات بنسبة ٣٪ تقريبًا.
ويرى محللون أن هذه التعديلات، إذا طُبقت، ستكون من أكبر التغييرات التي يشهدها نظام إعانات الإعاقة منذ عقود.
انتقادات حادة من الديمقراطيين
أثار التقرير موجة انتقادات من الحزب الديمقراطي، حيث وصف عضو لجنة المالية في مجلس الشيوخ رون وايدن (Ron Wyden) الخطة بأنها «الخطوة الأولى في مساعي الجمهوريين لخفض برامج الضمان الاجتماعي»، مضيفًا أنها قد تكون «أكبر عملية تقليص في تاريخ إعانات الإعاقة بأمريكا».
وقال وايدن: «الأمريكيون من ذوي الإعاقة عملوا ودفعوا اشتراكاتهم في نظام الضمان الاجتماعي مثل غيرهم، ولا يستحقون معاملة بيروقراطية قاسية تُجردهم من حقوقهم».
وجهة نظر المحافظين والإدارة
من ناحية أخرى، يرى المحافظون أن ارتفاع متوسط الأعمار في أمريكا وتراجع طبيعة الأعمال الشاقة بدخول التكنولوجيا جعل كثيرًا من ذوي الإعاقات الجسدية قادرين على العمل في وظائف أخرى. وبذلك، يمكن تقليص عدد المستفيدين دون الإضرار بحقوقهم الأساسية.
المتحدث باسم إدارة الضمان الاجتماعي بارتون ماكي (Barton Mackey) أكد أن الوكالة «تعمل على اقتراح تحسينات في عملية البتّ في طلبات الإعاقة لضمان كفاءة النظام وتحديثه»، مضيفًا أن أي مقترح سيتم طرحه علنًا للحصول على تعليقات الجمهور قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنه.
خلفية الأزمة
تأتي هذه التحركات في ظل محاولات إدارة ترامب مواجهة خطر العجز المالي الذي يهدد صندوق الضمان الاجتماعي خلال السنوات المقبلة، إذ تشير تقديرات رسمية إلى أن النظام قد يواجه خطر الإفلاس بحلول منتصف العقد المقبل ما لم تُتخذ إجراءات إصلاحية عاجلة.
ورغم الجدل السياسي الحاد، فإن أي تغيير في معايير الأهلية سيؤثر بشكل مباشر على ملايين الأسر الأمريكية التي تعتمد إعانات الإعاقة كمصدر أساسي للدخل.