تمر الحكومة الأمريكية منذ منتصف الليلة الماضية بحالة إغلاق جزئي بعد تخطي الموعد النهائي للتوصل لاتفاق حول التمويل، في الوقت الذي تستمر فيه النقاشات للتوصل لاتفاق.
يعتبر هذا الإغلاق الجزئي هو الثالث من نوعه خلال العام 2018، حيث أغلقت الحكومة في 20 و21 و22 من يناير/ كانون الثاني وفي الـ9 من فبراير/ شباط وأخيرا في الـ22 من الشهر الجاري، في حدث هو الأول من نوعه تغلق فيه الحكومة لثلاث مرات بالعام ذاته منذ 40 عاما وبالتحديد منذ العام 1977.
أي الخدمات العامة الأمريكية ستتوقف بسبب إغلاق العديد من الإدارات الفيدرالي الذي بدأ السبت بعد إخفاق الكونغرس في التوصل إلى اتفاق حول تمويل الجدار الذي يريد الرئيس دونالد ترامب بناءه على الحدود المكسيكية؟
والأمريكيون معتادون على هذه المواجهة المرتبطة بالميزانية التي تؤدي إلى إغلاق الخدمات التي تعتبر “غير أساسية” في الحكومة الفدرالية، وتحرم بذلك من التمويل والرؤية. وبقدر ما تطول فترة الإغلاق، تكون النتائج قاسية.
يعود آخر “إغلاق” لإدارات فدرالية في الولايات المتحدة إلى كانون الثاني/يناير 2018 وكان الأول في عهد إدارة ترامب. وقد استمر ثلاثة أيام. قبل ذلك أغلقت الإدارات غير الأساسية في تشرين الأول/أكتوبر 2013 وكانت الفترة الأطول إذ استمرت 16 يوما، وإن كانت لا تقاس بالإغلاق الذي استمر 21 يوما في 1995-1996.
هذه المرة، أكد ترامب أنه مستعد لتوقف “طويل جدا” ليحصل على تمويل لجدار يعتبره محور سياسته في مجال الهجرة. وقد وضع على حسابه على تويتر مساء الجمعة تسجيل فيديو يقول فيه إنه يأمل “ألا يستمر هذا الإغلاق لفترة طويلة”.
ولدى 75 بالمئة من الإدارات الفدرالية ميزانية تمت الموافقة عليها منذ أشهر ولن تتأثر بالإغلاق، لكن العكس ينطبق على عدد من الوزارات المهمة مثل الأمن الداخلي والعدل والتجارة والنقل والسكن والخزانة، وكذلك وزارة الداخلية التي تدير المحميات الوطنية التي يتوجه إليها عدد كبير من الزوار خلال فترة الأعياد.
واستنادا إلى “الإغلاق” الذي حدث في كانون الثاني/يناير بسبب خلاف حول سياسة الهجرة أيضا، سيبقى الجزء الأكبر من هذه المحميات مفتوحا على الرغم من توقف ثمانين بالمئة من موظفي “إدارة المحميات الوطنية” عن العمل في بطالة تقنية.
وهذا ينعكس على أرض الواقع إغلاقا للعديد من الخدمات في هذه المناطق أمام الزوار مثل المحلات التجارية والمطاعم والمراحيض وغيرها.
وقد لا يكون من الممكن دخول “تمثال الحرية”. فقد بقي مغلقا ليومين في كانون الثاني قبل أن تعيد ولاية نيويورك فتحه بتمويل عملياته من ميزانيتها — 65 ألف دولار سنويا –. وأكدت متاحف “سميثونيان” في واشنطن أنها ستبقى مفتوحة حتى الأول من كانون الثاني.
وقدر البرلمانيون الديموقراطيون بأكثر من 800 ألف موظف فدرالي عدد الذين سيتأثرون بهذا “الإغلاق” من أصل 2,1 مليون موظف.
وسيصبح نحو 380 ألف شخص في بطالة تقنية بينهم 95 بالمئة من موظفي وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ووزارة السكن، و52 ألف موظف من إدارات الضرائب.
ويفترض أن يواصل حوالى 420 ألف موظف آخرين في الإدارات التي تعتبر أساسية، العمل بدون أن يتلقوا أجورا فورا حسب الديموقراطيين. وبين هؤلاء، 150 ألف موظف في وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على شرطة الحدود والنقل، وأكثر من أربعين ألف موظف في مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووكالة مكافحة المخدرات وإدارة السجون.