عندما يمرُّ الشخص بأزمةٍ، لا تكون المعاناة ناتجة عن الحدث المؤلم ذاته فحسب، بل قد تكون طريقة تفاعل الآخرين معه مصدراً آخر للألم.
من هنا تأتي أهمية اختيار الكلمات بحذر عند التحدث إلى شخصٍ يعاني.
ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في أيرلندا (HSE)، فإنّ الاستماع والحديث البناء هما أساس الدعم في الأوقات الصعبة.
الكاتبة كيلي كورّيجان، عبر حديثها في برنامج “TED Radio Hour” على NPR، أوضحت أنّ النصائح العفوية وغير المدروسة قد تكون مضرة، وبدلاً من ذلك، اقترحت سبع كلمات (بالإنجليزية) أثبتت فعاليتها، وهي:
“أخبرني المزيد”
“تابع…”.
“ماذا أيضاً؟”.
هذه الكلمات، كما تقول كورّيجان، تعيد التركيز إلى الشخص المتألم بدلاً من محاولة التقليل من مشكلته أو تقديم حلول سريعة.
كيفية إدارة الحوار مع شخصٍ يمرّ بأزمة
تشير HSE إلى أهمية تشجيع الشخص على التعبير عمّا يدور بداخله دون الشعور بالحكم أو الإسراع في إيجاد حلول. ومن بين العبارات المُوصى بها:
“هل يمكنك إخباري المزيد عمّا يحدث؟”.
“إذا أردت الحديث، فأنا هنا لأستمع”.
“لاحظتُ أنّك لست على ما يُرام. هل هناك شيء يشغلك؟”.
“يبدو أنّ الأمر صعبٌ عليك. خذ وقتك، أنا لست مستعجلاً”.
“يبدو أنّك تُواجه الكثير في الوقت الحالي”.
“أنا آسف لسماع ما تمر به الآن”.
“أنا ممتنّ لأنك شاركتني مشاعرك”.
ويحسب الخبراء تكمن قوة هذه العبارات في أنها تُظهر أنّك “متاحٌ للاستماع والتعاطف دون فرض جدول أو حلول مسبقة”.
ما الذي يجب تجنّبه؟
في حين أنّ رؤية شخصٍ تحبّه يعاني قد تدفعك للتقليل من حجم ألمه لتخفيف حدّة الموقف، إلا أنّ مثل هذه المحاولات غالباً ما تأتي بنتائج عكسية. عبارات مثل “الأمور ستتحسن” قد تبدو مريحة، لكنها قد تُشعر الشخص بأنّ مشاعره ليست مفهومة.
وتُشدّد “HSE” على أنّه “قد يكون من المهمّ أكثر أن يشعر الشخص بأنّ هناك من يستمع إليه، بدلاً من أن يجد حلولاً جاهزة”.