كشفت دراسة جديدة أن المزيد من المراهقين السود في الولايات المتحدة قد حاولوا الانتحار فى السنوات الأخيرة.
وتوصل الباحثون فى جامعة نيويورك إلى زيادة عدد المراهقين السود الذين قالوا إنهم حاولوا الانتحار فى العام الماضى، على عكس المجموعات العرقية والإثنية الأخرى، التى انخفضت معدلاتها المبلغ عنها أو ظلت ثابتة.
وأظهرت النتائج مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع معدلات الانتحار في الولايات المتحدة، لكنها لا تكشف عن أسباب هذا الاتجاه المقلق بين المراهقين السود.
وقد لاحظ الدكتور بنجامين شين، وهو طبيب نفسانى للأطفال والمراهقين فى النظام الصحى لجامعة نورث شور، أن المراهقين السود تعرضوا لسنوات أقل لخطر الانتحار مقارنة بنظرائهم البيض.
وأضاف أنه على الرغم من الضغوطات مثل ارتفاع معدلات الفقر والتمييز العنصرى وقلة فرص الحصول على الرعاية الصحية أقل، لا يمكنه إلا التكهن بتفسيرات الاتجاه الصعودي الأخير، لكن أحد الاحتمالات الواسعة هو أن العوامل التى كانت تحمى الأطفال السود تقليديًا من السلوك الانتحارى قد تتلاشى.
وبالنسبة للدراسة الحالية قام مايكل ليندسى، المدير التنفيذى لمعهد ماكسيلفر فى جامعة نيويورك، وزملاؤه، بفحص نتائج المسح الصحى الفيدرالى الذى يتم إجراؤه كل عامين منذ عام 1991.
وبحسب مسح لعينة تمثيلية على المستوى الوطني لطلاب المدارس الثانوية، حول سلوكيات المخاطرة بين عامى 1991 و 2017، قال ما يقرب من 19% من الطلاب إنهم فكروا فى الانتحار خلال العام الماضى، بينما كان حوالى 15% يخططون لقتل أنفسهم، وأظهرت النتائج أن أقل من 8% فقط قالوا أنهم حاولوا قتل أنفسهم.
وعندما نظر الباحثون إلى الأنماط بمرور الوقت، وجدوا بعض العلامات كانت النسبة المئوية للطلاب الذين قالوا أنهم فكروا فى الانتحار أقل فى الواقع خلال السنوات الأخيرة أكثر مما كانت عليه فى التسعينيات.
ويبدو أن محاولات الانتحار المبلغ عنها ذاتياً تتناقص فى أوساط المراهقين من أصول هندية وآسيوية وأمريكية، كما وجدت الدراسة أن الزيادة قد تتسارع بين الفتيات السود، وفى الوقت نفسه يتعرض الأولاد السود للإصابة بشكل متزايد أثناء محاولات الانتحار.
ووجدت دراسة نشرت الشهر الماضى زيادة بنسبة 41٪ فى معدل الانتحار فى الولايات المتحدة بين عامى 1999 و2016، وكانت المعدلات أعلى فى المقاطعات الريفية مقارنة بالمناطق الحضرية الكبرى.
وأكد الباحثون أن النمط الموضح فى الدراسة الجديدة محير إلى حد ما، حيث انخفض عدد المراهقين الذين يبلغون عن الأفكار الانتحارية بالفعل دون وجود تفسير واضح، مشيرين إلى أن الاحتمالات هو أن عدداً أقل من الأطفال يفكرون فى الانتحار.
