أعلنت وزارة العدل الأمريكية أمس الاثنين أنها استعادت عملة مشفرة بقيمة 2.3 مليون دولار من هجوم برنامج الفدية الذي تعرضت له شركة “كولونيال بايبلاين”، الشهر الماضي، والذي نجم عنه انقطاع لمدة ستة أيام في نظام خطوط الأنابيب النفطية.
وأشارت الشركة كولونيال بايبلاين، التي تشرف على أكبر خط أنابيب للوقود في الولايات المتحدة، إلى أنها اتصلت بالمكاتب الميدانية المحلية لمكتب التحقيقات الفيدرالي في أتلانتا وسان فرانسيسكو، والمدعين العامين في كاليفورنيا والعاصمة واشنطن بعد وقت قصير من تعرضها لهجوم إلكتروني في 7 مايو.
وقال رئيس الشركة ورئيسها التنفيذي، جوزيف بلونت، في بيان: “لعبت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي دورًا أساسيًا في مساعدتنا على فهم الفاعل المهدِّد وتكتيكاته”.
وكانت الأموال قد أرسلت بشكل عملات مشفرة إلى عصابة من القراصنة معروفة باسم “دارك سايد”، الذين اقتحموا نظام الكمبيوتر الخاص بالشركة، ما أجبرها على إغلاق أنبوب نفطي بطول 8850 كيلومتراً يغذّي غالبية مناطق الشرق الأميركي.
وبهذا، استعادت الحكومة الأميركية أكثر من نصف قيمة الفدية المالية البالغة 4,4 ملايين دولار والتي سدّدتها شركة كولونيال بايبلاين لمجموعة القرصنة.
وقالت مساعدة وزير العدل، ليسا موناكو: “اليوم قلبنا الطاولة على دارك سايد بملاحقة المنظومة الكاملة لهجمات برمجيات الفدية والابتزاز الرقمي، بما في ذلك العائدات الجرمية بشكل عملة رقمية”.
وتشغّل الشركة أكبر شبكة أنابيب نفط في الولايات المتحدة، وتنقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي.
وشهدت ولايات عدة في شرق البلاد نقصا في إمدادات الوقود لأيام فاقمها تدفّق مستهلكين مذعورين على محطات البنزين.
وأعلنت وزارة العدل أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي تمكّن من تتبّع الفدية المالية التي بلغت 4,4 مليون دولار وسدّدتها كولونيال بايبلاين بواسطة 75 وحدة من عملة البيتكوين المشفّرة، عبر تحويلات مجهولة المصدر.
وتمكّن المكتب لاحقاً من مصادرة محفظة عملات مشفّرة تحتوي على 63,7 وحدة بيتكوين، أي ما يوازي حالياً 2,3 مليون دولار بعدما تراجعت قيمة هذه العملة الشهر الماضي.
وهذه هي أول عملية مصادرة فدية تمّ تسديدها تجريها وحدة مكافحة برامج الفدية والابتزاز الرقمي التي أنشئت حديثاً في وزارة العدل، والمكلّفة ملاحقة برمجيات الفدية التي استخدمت في السنوات الأخيرة لسحب مئات ملايين الدولارات من أهداف على غرار المدارس والمستشفيات والسلطات المحلية والشركات.
وقالت موناكو إنّ “مدفوعات الفدية هي الوقود الذي يشغل محرّك الابتزاز الرقمي، والإعلان الصادر اليوم يبرهن أنّ الولايات المتحدة ستستخدم كل الأدوات المتاحة لجعل هذه الهجمات أكثر كلفة على المجموعات الجرمية وأقلّ ربحية لها”.
وتابعت “سنواصل استهداف منظومة برمجيات الفدية كاملة لتعطيل هذه الهجمات وردعها”.
ولم تعطِ موناكو أي تفاصيل حول كيفية استعادة الأموال من دارك سايد، لكن بحسب محلّلين يمكن أن يكون قد تم ذلك بواسطة محقّقي مكتب التحقيقات الفيدرالي” والعمليات السيبرانية الهجومية التي ينفّذها الجيش الأميركي.
