الولايات المتحدةخدمات تهمك

مصلحة الضرائب الأميركية تصدر تنبيهًا مهمًّا: إجراء ضروري قبل نهاية العام لكل دافع ضرائب

أعلنت مصلحة الضرائب الأميركية (IRS) عن تغيير كبير في طريقة صرف استردادات الضريبة، حيث سيتم إيقاف إصدار الشيكات الورقية بشكل كامل والاعتماد على المدفوعات الإلكترونية فقط، مثل الإيداع المباشر في الحسابات البنكية. ويأتي هذا القرار تنفيذاً لأمر رئاسي (Executive Order) يلزم الجهات الحكومية بالتحول من الشيكات الورقية إلى المدفوعات الرقمية، ما يعني أن على من لا يملكون حسابات بنكية الاستعداد وفتح حساب قبل موسم الإقرارات الضريبية المقبل في منتصف يناير تقريباً.
ما القرار الجديد الذي اتخذته مصلحة الضرائب؟

أوضحت مصلحة الضرائب أن استردادات الضريبة لن تُرسل بعد الآن عبر شيكات ورقية بالبريد، بل سيتم تحويلها إلكترونياً فقط. وتشير مصلحة الضرائب إلى أن الإيداع المباشر (Direct Deposit) في الحساب البنكي هو أسرع وسيلة لاستلام الاسترداد، حيث يحصل معظم دافعي الضرائب على أموالهم خلال أقل من 21 يوماً، مقارنة بما يصل إلى ستة أسابيع عند استخدام الشيكات الورقية.

القرار لا يقتصر على استرداد الضريبة فقط، بل يشمل أيضاً الأموال التي يرسلها دافعو الضرائب إلى مصلحة الضرائب. فبدلاً من إرسال شيك ورقي لسداد المبلغ المستحق، سيُطلب من الأفراد والشركات استخدام طرق الدفع الإلكترونية المتاحة، مثل الخصم المباشر من الحساب البنكي أو السداد عبر البطاقات أو المنصات الرقمية التي تعتمدها مصلحة الضرائب.

لماذا تتجه الحكومة الأميركية إلى المدفوعات الإلكترونية؟

تشرح مصلحة الضرائب أن المدفوعات الإلكترونية أكثر أماناً وأقل عرضة للتلاعب أو السرقة مقارنة بالشيكات الورقية التي يتم إرسالها عبر البريد. وبحسب الأرقام التي ذكرتها المصلحة، فإن الشيكات الورقية أكثر عرضة لأن تضيع أو تُسرق أو يتم تغييرها أو تتأخر في الوصول بمعدل يبلغ 16 مرة مقارنة بالتحويلات الإلكترونية، وهو ما يجعل استردادات الضرائب هدفاً مفضلاً للمحتالين الذين يترصدون البريد.

إضافة إلى ذلك، هناك تكلفة مالية على الحكومة الفيدرالية. فمتوسط تكلفة استرداد ضريبي يتم تحويله إلكترونياً أقل من 15 سنتاً للمعاملة الواحدة، بينما تصل تكلفة إصدار استرداد عبر شيك ورقي إلى نحو 50 سنتاً. ومع ملايين المعاملات سنوياً، يوفر التحول إلى الإيداع المباشر مبالغ كبيرة من أموال دافعي الضرائب على مستوى الموازنة الفيدرالية.

ماذا يعني القرار للعائلات العربية ودافعي الضرائب في أميركا؟

بالنسبة للمقيمين العرب في الولايات المتحدة، سواء كانوا مواطنين أو حاملي بطاقات الإقامة الدائمة (جرين كارد) أو لديهم أذون عمل ويقدمون إقرارات ضريبية، فإن هذا القرار يعني أن استرداد الضريبة بعد الآن لن يأتي في شكل شيك بالبريد يمكن صرفه في أي بنك أو محل صرافة. بدلاً من ذلك، سيُطلب من دافع الضريبة توفير رقم التوجيه البنكي (Routing Number) ورقم الحساب (Account Number) الخاص به عند تقديم الإقرار حتى تستطيع مصلحة الضرائب تحويل المبلغ مباشرةً.

هذا الأمر مهم بشكل خاص لمن كانوا يعتمدون على الشيكات الورقية بسبب عدم امتلاكهم حساباً بنكياً، أو لمن كانوا يتجنبون التعامل مع البنوك لأي سبب ديني أو شخصي. الآن، إذا لم يكن لدى الشخص حساب، فقد يتأخر في استلام أمواله أو يواجه صعوبات في تحديد وسيلة بديلة تسمح له باستقبال التحويل الإلكتروني بشكل آمن.

ماذا تفعل إذا لم يكن لديك حساب بنكي؟

تنصح مصلحة الضرائب الأميركيين الذين لا يملكون حسابات بنكية بفتح حساب في بنك مؤمَّن لدى المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC – Federal Deposit Insurance Corporation). هذا يعني أن أموال المودعين في تلك البنوك تكون مضمونة من الحكومة الفيدرالية حتى حدود معينة إذا تعرض البنك لمشاكل مالية. ويمكن العثور على بنك مناسب عبر مواقع البنوك أو من خلال الأدوات الرسمية التي توفرها الحكومة الأميركية للتعرّف على البنوك المؤمَّنة.

كما تشير مصلحة الضرائب إلى إمكانية فتح حساب في اتحاد ائتماني (Credit Union)، وهي مؤسسات مالية غير ربحية تُقدّم خدمات تشبه البنوك، ويمكن الوصول إليها عن طريق أدوات البحث الوطنية المخصَّصة لذلك. المهم أن يكون الحساب في مؤسسة خاضعة للتنظيم وذات أمان عالٍ، وأن يحصل صاحب الحساب على بياناته البنكية الكاملة (رقم التوجيه ورقم الحساب) قبل بدء موسم الإقرارات الضريبية.

بدائل الحساب البنكي: البطاقات المسبقة الدفع والمحافظ الرقمية

توضح مصلحة الضرائب أن بعض البطاقات المسبقة الدفع (Prepaid Debit Cards)، وكذلك بعض المحافظ الرقمية والتطبيقات المالية على الهاتف المحمول، تسمح باستقبال الإيداع المباشر إذا كان للحساب المرتبط بها رقم توجيه ورقم حساب حقيقيان، تماماً مثل الحساب البنكي التقليدي. في هذه الحالة يمكن استخدام تلك البيانات عند تقديم الإقرار الضريبي لاستلام الاسترداد مباشرة على البطاقة أو المحفظة.

ومع ذلك، تشدد مصلحة الضرائب على ضرورة التأكد مسبقاً من الجهة التي تقدّم الخدمة – سواء بنكاً أو اتحاداً ائتمانياً أو تطبيقاً مالياً – لمعرفة إن كانت تدعم فعلاً الإيداع المباشر من مصلحة الضرائب، وما هي الأرقام الصحيحة التي يجب استخدامها في نموذج الإقرار الضريبي. واختيار الجهة المناسبة قبل نهاية العام يساعد دافعي الضرائب على تجنب التأخير أو الأخطاء عند بدء موسم التقديم في منتصف يناير، خاصة لمن يعتمدون على استرداد الضريبة كجزء مهم من ميزانية الأسرة السنوية.

في النهاية، تعكس هذه الخطوة توجهاً أوسع داخل الحكومة الأميركية نحو رقمنة المدفوعات وتقليل الاعتماد على البريد الورقي، بهدف مكافحة الاحتيال وتوفير المال وتسريع وصول الأموال إلى أصحابها. لكن على دافعي الضرائب، خاصة من لا يتعاملون عادةً مع البنوك، أن يتحركوا مبكراً وينظموا أوضاعهم المالية قبل نهاية العام حتى لا يُفاجَأوا بتغييرات قد تؤخر حصولهم على استرداداتهم الضريبية في 2026.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى