الولايات المتحدة

مسؤول بارز في البيت الأبيض يثير الجدل: المهاجرون غير النظاميين «لا يستحقون الإجراءات القانونية» عند الترحيل

أثار مقطع مصوّر متداول على نطاق واسع جدلاً في الولايات المتحدة بعد تصريحات من نائب رئيس موظفي البيت الأبيض للسياسات قال فيها إن المهاجرين غير الحاصلين على وضع قانوني لا يملكون حق «الإجراءات القانونية الواجبة» عند ترحيلهم.

ماذا قيل في الفيديو المتداول؟

بحسب ما جاء في التصريحات، اعتبر المسؤول أن منح كل شخص مهدد بالترحيل إجراءات كاملة سيجعل تنفيذ الترحيلات شبه مستحيل بسبب العدد الكبير، وذهب إلى القول إن من دخلوا البلاد دون وضع قانوني «لم يحصلوا على إجراءات قانونية عند الدخول» وبالتالي «لا يستحقونها عند الإزالة (الترحيل)».

ما المقصود بـ«الإجراءات القانونية الواجبة»؟

مصطلح «الإجراءات القانونية الواجبة» (Due Process) يعني ببساطة أن الحكومة لا تستطيع اتخاذ قرار يمس حرية الشخص أو احتجازه أو إبعاده دون خطوات عادلة وواضحة، مثل إخباره بما تقوله الحكومة عنه، ومنحه فرصة للرد والدفاع، وأن تكون هناك جهة قضائية أو شبه قضائية تراجع القضية بدل أن يكون القرار تعسفياً أو فورياً بلا مراجعة.

هل تشمل هذه الحماية غير المواطنين داخل الولايات المتحدة؟

في النقاش القانوني الأمريكي، هناك اتجاه ثابت منذ عقود إلى أن بعض الضمانات الدستورية الأساسية لا تُحصر بالمواطنين فقط، بل تمتد إلى «الأشخاص» داخل الأراضي الأمريكية، بما في ذلك غير المواطنين. ويستند هذا الرأي إلى سوابق قضائية وتفسيرات قانونية تعتبر أن وجود الشخص داخل البلاد يفرض على الحكومة حدّاً أدنى من المعايير الإجرائية قبل تقييد حريته أو ترحيله.

ترحيل الهجرة ليس قضية جنائية.. فما الذي يحصل فعلياً؟

إجراءات الترحيل (Removal Proceedings) تُصنَّف عادة كإجراءات مدنية وليست محاكمات جنائية. وهذا يعني أنها قد لا تتضمن كل ضمانات القضايا الجنائية، لكنها في العادة تقوم على مفهوم أساسي: أن للشخص فرصة لعرض قضيته أمام قاضٍ للهجرة، وتقديم ما لديه من دفوع أو طلبات قانونية مثل اللجوء أو الحماية، ثم الطعن أو المراجعة وفق القواعد المتاحة.

خلاف حول الأرقام: كم عدد غير النظاميين فعلاً؟

التصريحات تضمنت تقديراً رقمياً كبيراً لعدد المهاجرين غير النظاميين، لكن هذه الأرقام محل اختلاف بين الباحثين والمؤسسات بحسب منهجية الحساب وتعريف “غير الموثقين” (Undocumented/Unauthorized). لذلك يظهر الجدل دائماً عند استخدام رقم واحد قاطع في النقاش السياسي، لأن تقديرات المؤسسات البحثية قد تختلف من فترة لأخرى وبحسب مصادر البيانات.

السياق السياسي: معركة «المواطنة بالميلاد» تعود للواجهة

تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه الجدل حول ملف الهجرة، بالتوازي مع معارك قانونية وسياسية تتعلق بـ«المواطنة بالميلاد» (Birthright Citizenship) المنصوص عليها في التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي. ويعد هذا الملف من أكثر القضايا حساسية لأن أي تغيير فيه يمس مبدأ قانونياً قديماً حول من يُعتبر مواطناً بمجرد ولادته على الأراضي الأمريكية.

ماذا يعني هذا عملياً للمهاجرين والعائلات؟

الحديث عن تقليص «Due Process» في الترحيل لا يتعلق بالنقاش السياسي فقط، بل قد يؤثر عملياً على حياة أسر كاملة، لأن الإجراءات هي التي تمنح الشخص فرصة لتصحيح أخطاء الهوية، أو إثبات حق قانوني، أو طلب حماية إنسانية، أو عرض ظروف خاصة. لذلك ينظر كثير من القانونيين إلى الحد الأدنى من الإجراءات باعتباره صمام أمان لتقليل الأخطاء قبل اتخاذ قرار لا يمكن التراجع عنه بسهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى