الولايات المتحدة

ICE تحتجز حامل جرين كارد بعد 40 عامًا من الإقامة في أمريكا وتستعد لترحيله

اعتقلت سلطات الهجرة الأميركية رجلًا يبلغ من العمر ٥٢ عامًا ويحمل الإقامة الدائمة (غرين كارد)، بعد أن عاش في الولايات المتحدة لأكثر من أربعة عقود. وتم توقيف رضا زوّار، الإيراني الأصل، أثناء خروجه لتمشية كلبه قرب منزله في ولاية ميريلاند يوم ٢٨ يونيو الماضي، بحسب ما أكدته عائلته.

وتقول وزارة الأمن الداخلي الأميركية (DHS) إن زوّار أُوقف من قبل عناصر ICE والجمارك بسبب “إدانة جنائية سابقة وأمر ترحيل نهائي قديم”، رغم كونه مقيمًا قانونيًا منذ طفولته.

أمر ترحيل صادر منذ عام ٢٠٠٧

صرّحت تريشيا ماكلوغلين، مساعدة وزير الأمن الداخلي، بأن زوّار “يُعتبر مهاجرًا غير شرعي مدانًا من إيران”، مشيرة إلى أنه أُدين في تسعينيات القرن الماضي بمحاولة حيازة مادة مخدّرة، ما أدى إلى صدور أمر ترحيل بحقه عام ٢٠٠٧.

وأضافت: “كان لديه ما يقرب من ٢٠ عامًا للمغادرة طوعًا. إدارة ترامب لن تتجاهل سيادة القانون. المهاجرون الجنائيون غير مرحّب بهم في الولايات المتحدة”.

من طفل مهاجر إلى معتقل مُرحّل

وصل زوّار إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني عندما كان في الثانية عشرة من عمره بهدف الدراسة، وحصل لاحقًا على الغرين كارد، وبنى حياته بالكامل في أميركا، بحسب أقوال أسرته ومحاميه. لكن إدانة بسيطة بتهمة مرتبطة بالماريجوانا أدت لاحقًا إلى تعقيدات قانونية.

في عام ٢٠٠٤، تم توقيفه عند أحد الموانئ الحدودية، وأُحيل إلى المحاكمة الإدارية، وفي ٢٠٠٧ حصل على ما يُعرف بـ”وقف الترحيل” إلى إيران، وهي حالة حماية تُمنح إذا كان الترحيل يشكل خطرًا على حياته. ورغم ذلك، أعادت السلطات اعتقاله فجأة هذا العام، ضمن حملة مشددة تنفذها إدارة ترامب.

حملة ترحيل واسعة تشمل حاملي الغرين كارد

تأتي قضية زوّار ضمن سياق حملة وصفها البيت الأبيض بأنها “أكبر عملية ترحيل في تاريخ أميركا”، وامتدت لتشمل ليس فقط المهاجرين غير الشرعيين، بل أيضًا حاملي الإقامات الدائمة والمتقدمين على تأشيرات، خاصة ممن لديهم إدانات أو قضايا معلقة.

وأفادت تقارير بأن العشرات من حاملي الغرين كارد تعرّضوا للاعتقال في الأسابيع الأخيرة ضمن مداهمات وكالة ICE.

عائلته منهارة وتخشى الأسوأ

روت والدته، فيروزه فيروزآبادي، لقناة NBC4 كيف صُدمت عندما حضر العملاء إلى باب منزلها وهم يحملون كلب ابنها “ديوك”. وقالت: “شعرت أن قلبي سيتوقف، ظننت أنه تعرض لحادث. بدأت أرتجف”.

وأضافت أن نجلها نُقل أولًا إلى بالتيمور ثم إلى منشأة احتجاز في تكساس، فيما قالت شقيقته مريم: “لا نعرف لماذا يحتجزونه بعيدًا عنا بهذا الشكل. نحن خائفون جدًا”.

وقال محامي العائلة إن السلطات لم توضح إن كان الترحيل سيكون إلى إيران، مشيرًا إلى أن هناك أوامر ترحيل محتملة نحو رومانيا أو أستراليا، دون أي تفسير منطقي لذلك.

وقالت صديقة العائلة، باني علاوي: “الجميع يحبه، إنه شخص يمكن الوثوق به. إنه إنسان طيب”.

قضية رضا زوّار أضافت مزيدًا من القلق داخل أوساط المهاجرين القانونيين، الذين يشعرون أن حملات الترحيل لم تَعُد تفرّق بين مقيم غير شرعي ومواطن قانوني له جذور عميقة في المجتمع الأميركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !