تعد أقراص الإجهاض الوسيلة الأكثر شيوعا لإنهاء الحمل في الولايات المتحدة الأمريكية بصورة قانونية، ووفقا للبيانات تبين أن ثلاث من بين كل خمس سيدات تستخدمها لإنهاء حملهن.
استخدام الأمريكيات للإجهاض الدوائي ارتفع بصورة كبيرة منذ عام 2000، عندما وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام الميفيبريستون، أحد عقارين يعدان الأكثر شيوعا ضمن نظام الإجهاض الدوائي.
وعلى مدار الثمانية أعوام الماضية، خففت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية بصورة منتظمة قواعدها التي تسمح للمرضى استخدام الميفيبريستون بعد مرور ما يصل إلى عشرة أسابيع على بدء الحمل، والحصول عليه بريديا بعد موعد طبي عن بعد.
وبدأت رعاية الإجهاض في التحول من الزيارات الشخصية إلى البريد. ومنذ أربعة أعوام، لم تكن هناك عيادات للإجهاض في أمريكا تقدم حبوب الإجهاض عبر شبكة الانترنت. ولكن خلال جائحة كورونا، وبعد إلغاء المحكمة الدستورية عام 2022 للحق الدستوري في الإجهاض- بدأت عيادات الإجهاض الافتراضية في القيام بدور متزايد الأهمية.
وفي حال قررت المحكمة الدستورية إلغاء قواعد هيئة الأغذية والدواء الأخيرة، والحد من قدرة المرضى على الحصول على الميفيبريستون في الصيدليات أو عبر البريد بدون القيام بزيارة شخصية، فإنه قد يتم حتى تقييد خدمات الإجهاض في الولايات التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي مثل كاليفورنيا.
ويشار إلى أن نحو 642 ألفا و700 عملية إجهاض دوائي تمت خلال عام 2023 ضمن نظام الرعاية الصحية الرسمي، بحسب دراسة متعلقة بالإجهاض أصدرها معهد جوتماخر، الذي يعد مجموعة بحثية غير ربحية مقرها واشنطن معنية بتقديم الرعاية الصحية الجنسية والانجابية المتقدمة في أمريكا.
ومن المرجح أن يكون هذا العدد أقل من الحقيقي، حيث أنه لا يضم عمليات الإجهاض الدوائي خارج نظام الرعاية الصحية الرسمي أو أقراص الإجهاض التي يتم إرسالها إلى أي شخص في الـ 14 ولاية التي يحظر فيها الإجهاض.
ووفقا للمعهد، فإن عمليات الإجهاض الدوائي مثلت 63% من إجمالي عمليات الإجهاض خلال عام 2023، فيما يعد ارتفاعا كبيرا مقارنة بصفر خلال عام 2000 و 53% خلال عام 2020.
ولا تشمل هذه النسبة عمليات الإجهاض التي تمت بدون اللجوء للمؤسسات الحكومية أو أقراص الإجهاض التي تم إرسالها بريديا لأي شخص في ولاية تحظر الإجهاض.
ويشار إلى أن المعهد لا يمتلك بيانات بشأن الإجهاض الدوائي على مستوى الدولة.
وقد مررت اثنا عشر ولاية- بخلاف الولايات الـ14 التي تحظر الإجهاض- قوانين تصرح بما لا يقل عن زيارة واحدة شخصية لعيادة، وفقا لمؤسسة كيسر فاملي للأخبار الصحية.
ولا تقر 24 ولاية، بما فيها كاليفورنيا، قيودا على الإجهاض الدوائي عن بعد.
مع ذلك، مازال الوضع القانوني ضبابيا. وتسمح بعض عيادات الإجهاض عن بعد مثل ” ايد اكسيس ومقرها أوروبا” للأطباء الأمريكيين في الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون من خلال ” قوانين حماية” مصممة لحمايتهم من المحاكمة، وصف الأقراص وإرسالها بريديا للمرضى في الولايات التي تحظر الإجهاض.
ويذكر أنه لا توجد بيانات وطنية كاملة بشأن عدد عمليات الإجهاض الدوائي التي تتم بعيدا عن المؤسسات الرسمية. ولكن الأبحاث تشير إلى أن كثير من السيدات بدأن في الحصول على أقراص الإجهاض عبر البريد خلال الأعوام الماضية، وذلك بسبب عدم قدرتهم على الوصول للعيادات خلال جائحة كورونا، كما فرضت الولايات قيودا على الإجهاض، وأصبحت أقراص الإجهاض متاحة بسهولة أكبر.
وتظهر بيانات منظمة ” ايد اكسيس”، التي تديرها الطبيبة ريبيكا جومبيرتس، التي بدأت في شحن أقراص إجهاض للأمريكيين خلال عام 2018، أن الطلب على الإجهاض الذاتي عبر الطب عن بعد ارتفع بواقع ثلاثة أضعاف تقريبا عقب إلغاء المحكمة الدستورية قضية رو ضد وايد.
وخلال عام 2022، ارتفعت الطلبات من المرضى الأمريكيين لمنظمة ايد اكسيس من أجل الحصول على أقراص الإجهاض من 83 في اليوم قبل تسريب قرار المحكمة الدستورية المتعلق بالإجهاض إلى 214 يوميا عقب الإعلان رسميا عن قرار المحكمة، وذلك بحسب بحث أجري برئاسة ابيجايل اكين، الأستاذة المساعدة للشؤون العامة في جامعة تكساس في اوستن.
وارتفع الطلب في جميع الولايات، ولكن الزيادة الأكبر كانت في الولايات التي فرضت حظرا كاملا أو شبه كامل على الإجهاض وهي لويزيانا و ميسيسيبي و اركانساس والاباما وأوكلاهوما.
وبلغ عدد المنشآت التي تقدم الإجهاض الدوائي في أمريكا خلال عام 2022 نحو 789 منشأة، وفقا لبيانات برنامج ” المعايير الجديدة المتقدمة للصحة الإنجابية” البحثي في سان فرانسسكو.
وارتفع عدد المنشآت التي تقدم رعاية الإجهاض عن بعد وترسل أقراص الإجهاض بريديا من 52 خلال عام 2020 إلى 243 خلال عام 2022.
وخلال عام 2020، لم توجد عيادة تقدم الإجهاض الدوائي عبر شبكة الانترنت في أمريكا.
وبحلول عام 2020، بلغ عدد العيادات الافتراضية 69 تقدم الرعاية الصحية عن بعد في 23 ولاية والعاصمة واشنطن.