من هو مروان معروف وما هي خلفية قضيته؟
بحسب ما قدمته السلطات الفيدرالية، وصل مروان معروف إلى الولايات المتحدة عام 1993 بتأشيرة طالب جامعي (Student Visa)، ثم استمر في الإقامة بعد انتهاء صلاحية التأشيرة لسنوات طويلة. وتتهمه سلطات الهجرة أنه بعد رحلة قام بها عام 2011 عاد إلى الولايات المتحدة دون امتلاك تأشيرة سارية، وهو ما اعتُبر دخولًا غير قانوني وفق قانون الهجرة الأمريكي.
معروف يعيش في دالاس وتم توقيفه في 22 سبتمبر، ومنذ ذلك الحين وهو محتجز لدى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ICE (Immigration and Customs Enforcement)، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ قوانين الهجرة، بما في ذلك اعتقال المهاجرين المخالفين وإبعادهم بعد صدور أوامر الترحيل بحقهم.
تبرعات قديمة لمؤسسة «هولي لاند فاونديشن» ودورها في القضية
إلى جانب ملف الإقامة، استندت الحكومة الفيدرالية في القضية إلى تبرعات قديمة قدمها معروف في التسعينيات، بلغت نحو 14 ألف دولار لصالح مؤسسة Holy Land Foundation، وهي مؤسسة خيرية إسلامية أمريكية أُدين قادتها لاحقًا بتحويل حوالي 12 مليون دولار إلى حركة حماس المصنفة على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة.
القاضي أشار إلى تلك التبرعات بوصفها عاملًا مؤثرًا في قراره، معتبرًا أن السجل المالي المرتبط بالمؤسسة المقيدة ضمن قوائم الداعمين للإرهاب يحدّ من مساحة التقدير القانوني، وقال إن «يديه مكبّلتان» في ضوء هذه المعطيات.
رفض طلب المغادرة الطوعية وإصدار أمر ترحيل رسمي
محامو معروف طلبوا من المحكمة منحه حق المغادرة الطوعية (Voluntary Departure)، وهي آلية تسمح للمهاجر بمغادرة الولايات المتحدة خلال مدة محددة (عادة 60 يومًا) وعلى نفقته الخاصة دون صدور أمر ترحيل رسمي، مما يخفف من العواقب المستقبلية عند طلب تأشيرات أو دخول دول أخرى.
لكن قاضي الهجرة أبديس تيدا (Abdias Tida) رفض هذا الطلب وأصدر بدلًا منه أمر ترحيل (Removal Order) إلى الأردن، مع ما يعنيه ذلك من منع طويل المدى من دخول الولايات المتحدة. محامية معروف قالت إن موكلها وافق على القرار ولن يستأنفه، نظرًا لوضعه الصحي المتأثر بضغوط القضية.
انتقادات محامية الدفاع لما وصفته بـ«فزاعة الإرهاب»
محامية الدفاع ماريوم أودين، المديرة القانونية لصندوق الدعم القانوني للمسلمين في أمريكا (Muslim Legal Fund of America)، قالت إن قبول معروف بأمر الترحيل لا يعد اعترافًا بأي خطأ، بل محاولة لإنهاء معاناة طويلة. وبعد صدور الحكم نشرت ما وصفته بـ«المرافعة الختامية التي لم تُلقَ»، وانتقدت الاستخدام المتكرر لقضية هولي لاند فاونديشن كـ«فزاعة» ضد العرب والمسلمين كلما ظهرت قضية مشابهة في المحاكم.
وقالت إن الحكومة تستدعي دائمًا ملف المؤسسة القديمة لتصوير أشخاص عاديين كخطر محتمل، رغم أن المعروف عنه في مجتمعه أنه رجل هادئ وملتزم وأب لأسرة وله نشاط مدني.
تصريحات سلطات الهجرة وتعليق حاكم تكساس
إدارة الهجرة والجمارك ICE قالت في بيان إن من يروّج لحماس أو يدعم منظمات مصنفة إرهابية أو يشارك في أنشطة «معادية لأمريكا» – حسب وصف الوزارة – قد يواجه العواقب القانونية بما في ذلك الاعتقال والترحيل.
أما حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت، الذي صنّف مؤخرًا منظمة CAIR وجماعة الإخوان كمنظمات إرهابية، فقد علّق على القرار بالقول إن حماس مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن أحد مسؤولي CAIR Texas وصف معروف بأنه «ركن من أركان المجتمع»، واعتبر أن القضية مثال جديد على «دعم» بعض المنظمات المحلية لأطراف مرتبطة بحماس، على حد تعبيره.
سياق أوسع للعلاقة بين قضايا الإرهاب والهجرة
تسلط القضية الضوء على حساسية الملفات التي تجمع بين الهجرة والأمن القومي، وتأثير التبرعات الخيرية القديمة على مصير المهاجرين العرب والمسلمين داخل الولايات المتحدة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمنظمات أُدرجت لاحقًا ضمن قوائم الإرهاب. كما تعيد القضية النقاش حول طريقة استخدام الحكومة الفيدرالية لملفات قديمة لإثبات تهديدات أمنية في قضايا الهجرة.
