تلقى 12 عضوا في البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة أمرا بمغادرة الولايات المتحدة قبل السابع من آذار/مارس، على ما أعلن السفير الروسي لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبنزيا الإثنين خلال مؤتمر صحفي.
وبعيد بدء المؤتمر، طلب السفير الروسي من الحضور إمهاله دقيقة للرد على رسالة نصيّة على هاتفه، ثم أفاد أنه تبلغ بأمر الطرد الصادر عن الولايات المتحدة دون أن تتمكن وكالة ”فرانس برس“ من التثبت مما إذا كان الإعلان عفويا.
وعلق نيبنزيا ”هذا خبر سيئ“.
ولم يوضح ما إذا كان قرار الطرد يشمله ولا السبب الذي أوردته الولايات المتحدة وما إذا كان مرتبطا بالنزاع في أوكرانيا.
وتعد البعثة الروسية في الأمم المتحدة حوالى مئة شخص، وفق مصدر دبلوماسي روسي.
واتهم نيبنزيا واشنطن بمخالفة التزاماتها كدولة مضيفة في إطار القوانين المطبقة على الأجانب العاملين في الأمم المتحدة.
ووصفت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الدبلوماسيين الروس بأنهم ”عملاء مخابرات كانوا يشاركون في أنشطة تجسس تضر بأمننا القومي“.
وقالت المتحدثة باسم البعثة الأمريكية أوليفيا دالتون ”هذا الإجراء قيد الإعداد منذ عدة أشهر“.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين إنه طُلب من الدبلوماسيين المغادرة بحلول السابع من مارس آذار. وقال إن روسيا سترد على الخطوة ”لأنها ممارسة دبلوماسية“.
ورد نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز قائلا ”هؤلاء الدبلوماسيون الذين طُلب منهم مغادرة الولايات المتحدة كانوا منخرطين في أنشطة لا تتفق مع مسؤولياتهم والتزاماتهم كدبلوماسيين“.
وقال إنه طُلب منهم المغادرة ”حتى لا يضروا بالأمن القومي للدولة المضيفة“، مضيفا أن القرار اتُخذ بما يتفق تماما مع اتفاقية مقر الأمم المتحدة.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالفعل عقوبات اقتصادية ضخمة على موسكو بسبب هجومها على أوكرانيا- وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية- وتحركت لزيادة المساعدات العسكرية وغيرها للجمهورية السوفيتية السابقة.
من جانبه ندّد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ليل الإثنين الثلاثاء بـ“نهج عدائي“ أمريكي بعدما أعلنت واشنطن أنّها قرّرت طرد 12 دبلوماسيا روسيا أعضاء في بعثة بلادهم لدى الأمم المتحدة على خلفية اتّهامها إياهم بأنه ”عملاء استخبارات“.
وجاء في بيان نشره السفير الروسي على فيسبوك ”إنه نهج عدائي ضد بلادنا“، مبديا ”خيبة أمل كبيرة“ إزاء ممارسات الإدارة الأمريكية و“رفضا مطلقا“ لها.
وفي سياق الأزمة أيضا، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الإثنين، أنه ينبغي ألا يشعر الأمريكيون بالقلق من اندلاع حرب نووية.
جاء ذلك بعد يوم من وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الردع النووي في حالة تأهب وسط الغزو الروسي الحالي لأوكرانيا.
وسبق ذلك، ما أكده مسؤول كبير في البنتاغون، يوم الإثنين، أن الولايات المتحدة لم ترصد أي تغيير ”ملموس“ في الوضع النووي الروسي منذ أن وضع الرئيس فلاديمير بوتين قوته الرادعة في حالة تأهّب.
وقال المسؤول: ”لا نزال نراقب ونرصد الوضع من كثب“.
وتابع: ”لا أعتقد أننا رأينا نتيجة ملموسة لقراره. ليس بعد، في ايّ حال“.
واعترف المسؤول بأن من ”الصعب معرفة ماذا وراء أمر السيد بوتين“ لكن ”مجرّد تطرّقه إلى“ مسألة ”استخدام القوات النووية“ أو ”التهديد بها“ هو أمر ”لا طائل منه ويُشكّل تصعيدًا مهمًا“.
وأكد أن روسيا لم تُهدّد ”أبدًا“ من قبل حلف شمال الأطلسي.
واعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا ”الخطاب الاستفزازي حول الأسلحة النووية (…) خطير“.
ولم تغيّر الولايات المتحدة من وضعها النووي ردًا على قرار فلاديمير بوتين.