أعلنت السلطات في ولاية نيويورك عن إغلاق جميع أسواق بيع الطيور الحية في مدينة نيويورك، ولونغ آيلاند، وويستشستر لمدة أسبوع، بعد اكتشاف سبع حالات إصابة بإنفلونزا الطيور بين الدواجن خلال عمليات تفتيش دورية.
ووفقًا لبيان صادر عن الحاكمة كاثي هوكول، فإن القرار يهدف إلى الحد من انتشار الفيروس، حيث ستُجبر الأسواق المتضررة على تصريف مخزونها بالكامل، وإجراء عمليات تنظيف وتعقيم شاملة، والبقاء مغلقة لمدة خمسة أيام إضافية بعد إتمام التعقيم.
إجراءات صارمة لحماية الصحة العامة
وأكدت الحاكمة هوكول أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الجهود الوقائية لحماية الصحة العامة، مشددة على أن الولاية تعمل بشكل منسق لمراقبة انتشار إنفلونزا الطيور واتخاذ التدابير اللازمة لحماية سكان نيويورك.
وقالت هوكول: “أولوية حكومتي هي ضمان سلامة سكان نيويورك، ولهذا وجّهت الوكالات الحكومية لاستخدام جميع الموارد المتاحة لضمان السيطرة على المخاطر وتقليلها إلى أدنى حد ممكن. سنواصل اتخاذ هذه التدابير الاحترازية المدروسة لاحتواء انتشار الفيروس وحماية مجتمعاتنا.”
لا تهديد مباشر للبشر حتى الآن
وأوضحت السلطات الصحية أن إنفلونزا الطيور لا تشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان في الوقت الحالي، حيث لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بشرية بالفيروس حتى الآن.
وقالت ميشيل موريس، المفوضة المؤقتة لإدارة الصحة بمدينة نيويورك: “لا يوجد دليل على أن فيروس H5N1 يمكن أن ينتقل بين البشر في هذه المرحلة. سنواصل العمل مع وزارة الزراعة ووزارة الصحة لضمان توفير المعلومات الضرورية للعاملين في أسواق الطيور الحية واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة.”
وأضافت موريس أن الإدارات المختصة على استعداد تام لمواجهة أي تفشٍ محتمل، من خلال تكثيف الفحوصات الطبية، وتوفير العلاج عند الحاجة، والتعاون مع مقدمي الرعاية الصحية لنشر المعلومات الدقيقة بسرعة.
خسائر فادحة لأصحاب الأسواق
من جهته، عبّر عبد المسد، صاحب سلسلة من أسواق الطيور الحية، عن قلقه من الخسائر المالية التي سيتكبدها نتيجة الإغلاق.
وقال المسد: “يجب علينا بيع جميع الدواجن بحلول مساء السبت، وإلا فسيتعين علينا التخلص منها، مما يعني خسارة آلاف الدولارات، خاصة في ظل ارتفاع الإيجارات وتكاليف العمالة في نيويورك.”
ورغم ذلك، أكد أنه يحترم القوانين الصحية، قائلاً: “نحن نلتزم بالإجراءات من أجل مصلحتنا وسلامة أسواقنا، حتى نتمكن من احتواء أي أمراض محتملة وإعادة التشغيل بنظافة وأمان.”
تاريخ من الإغلاقات بسبب إنفلونزا الطيور
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها أسواق الطيور الحية في نيويورك للإغلاق بسبب إنفلونزا الطيور، إذ سبق أن أغلقت السلطات سبعة أسواق خلال عامي 2022 و2023 لمدة خمسة أيام تقريبًا، قبل أن يُسمح لها بإعادة الفتح بعد إجراء عمليات التنظيف والتعقيم.
وفي فبراير 2022، تم اكتشاف إصابات بإنفلونزا الطيور في سوق Kikiriki Live Poultry في بروكلين، وسوق Tiba Live Poultry Market في ريدجوود، كوينز، حيث وُجدت إصابات بين البط والدجاج ودواجن غينيا.
ومنذ فبراير 2022، تم تسجيل 30 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور عالية الإمراض (HPAI) بين قطعان الدواجن في ولاية نيويورك.
وتضم مدينة نيويورك حوالي 70 سوقًا لبيع الطيور الحية، حيث تُلزمها القوانين بتصريف جميع الطيور وإجراء عمليات تنظيف وتعقيم شاملة أربع مرات سنويًا، بالإضافة إلى إجراء اختبارات دورية للكشف عن الفيروس.
تداعيات على أسعار الدواجن والبيض
من المتوقع أن تؤثر هذه الإغلاقات على أسعار الدواجن والبيض، حيث تشهد أسعار البيض ارتفاعًا بالفعل، وقد يؤدي تعطيل الإمدادات إلى زيادات إضافية في الأسعار خلال الأيام المقبلة.
ومع استمرار مراقبة الوضع، تؤكد السلطات في نيويورك أنها ستواصل اتخاذ الإجراءات الاحترازية لضمان عدم تفشي الفيروس، في حين يُنتظر أن يعاد فتح الأسواق فور التأكد من تطبيق معايير السلامة المطلوبة.