اعتقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية رجلاً يُدعى دانيال بارك، يبلغ من العمر 32 عاماً من ولاية واشنطن، في مطار جون إف كينيدي الدولي بنيويورك ليل الثلاثاء، وذلك في إطار التحقيقات الجارية حول تفجير عيادة الخصوبة في بالم سبرينغز بكاليفورنيا الشهر الماضي. ويُعتبر هذا الاعتقال تطوراً مهماً في قضية وُصفت بأنها “عمل إرهابي مقصود” من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وبحسب مصادر إنفاذ القانون، فإن بارك يُشتبه في توفيره مواد كيميائية استُخدمت في صنع القنبلة التي انفجرت خارج مراكز الإنجاب الأمريكية في 17 مايو الماضي. ومن المقرر أن يمثل بارك أمام محكمة فيدرالية في بروكلين يوم الأربعاء قبل نقله إلى كاليفورنيا لمواجهة التهم هناك. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن بارك قد لا يكون على علم مسبق بالهجوم نفسه، لكن المحققين يدرسون دوره المحتمل في توفير المواد المستخدمة في التفجير.
وكان المشتبه الرئيسي في التفجير، غاي إدوارد بارتكوس البالغ من العمر 25 عاماً، قد لقي مصرعه في الانفجار نفسه. وقد وصف مسؤولو مكتب التحقيقات الفيدرالي كتاباته بأنها تحمل أفكاراً “مناهضة للإنجاب” و”عدمية”، مما يشير إلى معتقدات مضادة للإنجاب البشري. وأصيب أربعة أشخاص آخرون في التفجير، فيما تمكنت العيادة من إنقاذ جميع الأجنة المحفوظة لديها رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمبنى.
ويُعتبر هذا التفجير من أكبر مشاهد التفجيرات التي شهدتها جنوب كاليفورنيا، وفقاً لمسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقد تسبب الانفجار في تدمير واجهة العيادة وتحطيم نوافذ المباني المجاورة في شارع تصطف على جانبيه أشجار النخيل. ووصف الشهود سماع دوي انفجار مدوٍ أعقبه مشهد من الفوضى، مع صراخ الناس من الرعب وتناثر الزجاج على الرصيف والشارع.
وتأتي هذه القضية في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة جدالاً واسعاً حول قضايا الإنجاب والحقوق الإنجابية. وقد أعادت العيادة فتح أبوابها في موقع جديد بعد أسبوعين من الهجوم، مما يعكس التزامها بمواصلة تقديم خدماتها الطبية للمرضى. ومن المتوقع أن تكشف السلطات الفيدرالية عن مزيد من التفاصيل حول القضية في مؤتمر صحفي في لوس أنجلوس، حيث ستتم محاكمة بارك في النهاية.
