الولايات المتحدة

الإغلاق الحكومي الأمريكي يدخل يومه الثاني وسط تهديدات بتسريح الموظفين وتفاقم الأزمة الاقتصادية

دخل الإغلاق الحكومي الفيدرالي في الولايات المتحدة يومه الثاني يوم الخميس، مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للمواجهة السياسية في الكونغرس، بينما حذر البيت الأبيض من احتمال تسريح الموظفين الفيدراليين واتخذ خطوات لمعاقبة الولايات التي يقودها الديمقراطيون.

أسباب الإغلاق والمواجهة السياسية

بدأ الإغلاق رسميًا يوم الأربعاء بعد أن فشل مجلس الشيوخ في تمرير مشروع قانون لتمويل الحكومة مؤقتًا. يتمحور الخلاف حول مطالبة الديمقراطيين بالحفاظ على تمويل إعانات الرعاية الصحية بموجب قانون الرعاية الميسرة (ACA)، والتي من المقرر أن تنتهي صلاحيتها، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أقساط التأمين لملايين الأمريكيين. في المقابل، يرفض الجمهوريون هذه المطالب، مما أدى إلى طريق مسدود.

يلقي كل طرف باللوم على الآخر. حيث تصف إدارة ترامب الإغلاق بأنه “إغلاق ديمقراطي”، بينما يؤكد الديمقراطيون أنهم يدافعون عن الرعاية الصحية للمواطنين. وقال نائب الرئيس جي دي فانس يوم الأربعاء، ملقيًا باللوم على الديمقراطيين: «سيتعين علينا تسريح بعض الأشخاص إذا استمر الإغلاق. نحن لا نحب ذلك… لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله».

التأثيرات الفورية والواسعة النطاق

للإغلاق الحكومي عواقب وخيمة ومباشرة على الاقتصاد والمواطنين:

  • الموظفون الفيدراليون: يواجه ما يصل إلى 750,000 موظف فيدرالي إجازة غير مدفوعة (furlough). وعلى الرغم من أنهم سيحصلون على رواتبهم بأثر رجعي بعد انتهاء الإغلاق، إلا أنهم يواجهون حالة من عدم اليقين المالي. والأخطر من ذلك، تهدد إدارة ترامب بتحويل هذه الإجازات إلى تسريح دائم للعمال، حيث قال الرئيس ترامب إن الإغلاق يمثل فرصة “للتخلص من الخشب الميت والهدر والاحتيال”.
  • الاقتصاد: حذر مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض من أن الإغلاق قد يكلف الاقتصاد الأمريكي 15 مليار دولار كل أسبوع. كما سيؤدي إلى تأخير إصدار تقارير اقتصادية رئيسية، مثل تقرير الوظائف الشهري، مما يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق.
  • الخدمات الحكومية: تتوقف العديد من الخدمات غير الأساسية. على سبيل المثال، توقفت المحاكم المحلية في واشنطن العاصمة عن إصدار تراخيص الزواج. وعلى الرغم من أن الخدمات الأساسية مثل البريد والضمان الاجتماعي ستستمر، إلا أن العديد من الوكالات، مثل وزارات التعليم والتجارة والعمل، ستشهد إغلاقًا شبه كامل.
  • العقوبات السياسية: استخدمت إدارة ترامب الإغلاق كفرصة لمعاقبة الولايات الديمقراطية، حيث أعلن مدير الميزانية راس فوت عن تجميد 26 مليار دولار مخصصة لمشاريع في هذه الولايات، بما في ذلك 18 مليار دولار لمشاريع النقل في نيويورك و8 مليارات دولار لبرامج الطاقة الخضراء في 16 ولاية.

مع عدم وجود جلسات مقررة للكونغرس يوم الخميس، من المتوقع أن يستمر الإغلاق حتى يوم الجمعة على الأقل، عندما من المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ مرة أخرى. وحتى ذلك الحين، سيواجه ملايين الأمريكيين تأثير توقف الخدمات، وإجازات الموظفين، وتزايد عدم اليقين الاقتصادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !