شهدت مدينة ماغدبورغ في شرق ألمانيا مساء الجمعة حادثًا مأساويًا بعد أن اقتحمت سيارة سوق عيد الميلاد المزدحم، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 60 آخرين على الأقل، بينهم 15 في حالة خطيرة، وفقًا لما أعلنته السلطات الألمانية.
وقع الهجوم عند الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي، حيث كان السوق مكتظًا بالمتسوقين الذين يستعدون لعطلة نهاية الأسبوع. وأكدت وزيرة داخلية ولاية ساكسونيا-أنهالت، تامارا زيشانغ، أن السائق المشتبه به، وهو طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، تم اعتقاله فور وقوع الحادث.
وأوضحت زيشانغ أن الطبيب يقيم في ألمانيا منذ عام 2006 ويعمل في مدينة بيرنبورغ، التي تبعد حوالي 36 كيلومترًا جنوب ماغدبورغ. من جهته، أكد حاكم الولاية، راينر هاسيلوف، أن المشتبه به تصرف بمفرده، مشيرًا إلى عدم وجود خطر إضافي على المدينة.
وأضاف هاسيلوف أن الضحيتين هما شخص بالغ وطفل، معربًا عن خشيته من احتمال ارتفاع عدد الضحايا. وقال: “كل حياة تُفقد في هذا الهجوم تمثل مأساة إنسانية لا يمكن تحملها”.
الهجوم يعيد إلى الأذهان حادثة برلين عام 2016، عندما قاد متطرف شاحنة باتجاه سوق عيد الميلاد، ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا وإصابة العشرات.
صدمة وحزن في ماغدبورغ
وصف سكان ماغدبورغ الحادث بأنه “يوم مظلم” للمدينة. وقالت دورين شتيفن، إحدى السكان المحليين: “لقد اهتزت المدينة بالكامل. تعاطفنا مع عائلات الضحايا، ونأمل ألا يكون أحد من أقاربنا أو أصدقائنا ضمن المصابين”.
وفي لفتة تضامنية، وقف مشجعو نادي بايرن ميونيخ دقيقة صمت عقب مباراة الفريق مع لايبزيغ مساء الجمعة. كما أعلنت الحكومة الفيدرالية وولاية ساكسونيا-أنهالت تنكيس الأعلام حدادًا على أرواح الضحايا.
ردود فعل رسمية
من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن تضامنه مع الضحايا وأسرهم عبر منصة “إكس”، قائلاً: “أفكاري مع الضحايا وعائلاتهم. نحن بجانبهم وبجانب سكان ماغدبورغ”.
كما أعلنت عمدة المدينة، سيمون بوريس، عن تنظيم فعالية تأبينية في كاتدرائية ماغدبورغ يوم السبت، مشيرةً إلى أن الهجوم يعد كارثة للمدينة بأكملها.
سوق عيد الميلاد، الذي يُعتبر جزءًا أساسيًا من الثقافة الألمانية منذ العصور الوسطى، تحول في لحظات إلى ساحة مأساة، تاركًا ألمًا كبيرًا في قلوب السكان، فيما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد دوافع المشتبه به وملابسات الهجوم.