في خطوة تاريخية وصادمة، مثل عمدة مدينة نيويورك، إريك آدامز، أمام المحكمة الفيدرالية اليوم لمواجهة تهم تتعلق بالفساد المالي وتلقي رشاوى من مصادر أجنبية، بما في ذلك مسؤولين أتراك. وقد شهدت المحكمة أجواءً غير عادية حيث احتشدت وسائل الإعلام والجماهير لمتابعة تفاصيل هذه المحاكمة التي تُعد غير مسبوقة في تاريخ نيويورك.
التهم الموجهة إلى آدامز:
وُجهت إلى آدامز خمس تهم رئيسية، وهي:
1. التآمر لارتكاب احتيال عبر الإنترنت وتلقي تبرعات من جهات أجنبية.
2. الاحتيال عبر الإنترنت.
3. طلب تبرعات غير قانونية من أجانب.
4. تلقي رشاوى.
5. تلقي مساهمات لحملته الانتخابية بشكل غير قانوني.
وتأتي هذه التهم بعد تحقيقات فدرالية مستفيضة حول علاقاته بمسؤولين في الحكومة التركية. يتهم المدعون الفيدراليون آدامز بقبول رحلات فاخرة وإقامات في فنادق فاخرة في مقابل تقديم خدمات رسمية تتعلق بإدارة مدينة نيويورك، بما في ذلك التدخل في عمليات فحص تابعة لإدارة الحرائق في القنصلية التركية.
رد فعل آدامز:
أمام القاضية كاثرين باركر، نفى آدامز جميع التهم الموجهة إليه قائلًا: “أنا غير مذنب، يا سيادة القاضية”. وبدت على العمدة علامات الثبات والهدوء، رغم التهم الخطيرة التي يواجهها. وأكد محاميه، أليكس سبيرو، أن فريق الدفاع سيقدم طلبًا لرفض التهم في الأسبوع القادم.
وقال آدامز في بيان سابق إنه بريء وإنه مستهدف بسبب مواقفه السياسية، مشيرًا إلى أنه يعتزم مواصلة مهامه كعمدة للمدينة. وقد أطلق سراحه بشرط عدم التواصل مع الشهود أو أي من الأشخاص الوارد ذكرهم في لائحة الاتهام، حتى لا يؤثر على مجريات التحقيقات.
تفاصيل الجلسة:
شهدت قاعة المحكمة حضورًا كبيرًا من المحامين، القانونيين، وبعض المواطنين الذين توافدوا لرؤية هذه الجلسة التاريخية. ورغم محاولات آدامز لتجنب الاهتمام الإعلامي الكبير، إلا أن المحاكمة جذبت حشودًا أكثر مما شهدته محاكمات سابقة لسياسيين بارزين مثل الرئيس السابق دونالد ترامب. وقد تمت إضافة مقاعد إضافية في قاعة المحكمة لاستيعاب الحضور الكبير.
استغرقت الجلسة حوالي 25 دقيقة، حيث قامت القاضية بقراءة حقوق آدامز والتهم الموجهة إليه، مع تلخيص للائحة الاتهام التي تتضمن تقديمه لخدمات مقابل تلقيه تبرعات ورشاوى.
ما هو القادم؟
من المتوقع أن تستمر المحاكمة خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال أن تقدم النيابة الفيدرالية المزيد من الأدلة والشهود. ويأمل آدامز في الحصول على محاكمة سريعة لتبرئة نفسه من التهم الموجهة إليه. في غضون ذلك، يواصل بعض السياسيين، مثل النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، دعواتهم لاستقالة آدامز من منصبه .
تعد هذه المحاكمة واحدة من أكثر القضايا إثارة في التاريخ السياسي لمدينة نيويورك. بينما يستمر آدامز في تأكيد براءته والتصدي للتهم الموجهة إليه، يبقى السؤال الأكبر حول مدى تأثير هذه المحاكمة على مستقبله السياسي واستقرار مدينة نيويورك في الفترة القادمة.