وثّقت سجلات قضائية وتقارير صحافية أن السيناتور الأميركي السابق عن نيوجيرسي بوب مينينديز، الذي يقضي حالياً حكماً بالسجن 11 عاماً في قضايا فساد والتآمر للتصرّف كعميل أجنبي، قدّم لمسؤولين مصريين أسئلة وأجوبة متوقّعة قبل جلسة مساءلة في مجلس الشيوخ عام 2021 بشأن مزاعم تتصل باغتيال الصحافي جمال خاشقجي عام 2018. وتأتي هذه الوقائع في صلب صورة أوسع عن شبكة رشى شملت سبائك ذهب وسيارة مرسيدس، أُدين فيها أيضاً عدد من المتهمين بينهم زوجته نادين مينينديز.
أبرز ما في القضية
- أشارت ملفات المحكمة إلى أن مينينديز، وكان حينها رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قدّم لمسؤولين مصريين رفيعين «تفنيدات» و«إجابات» مُعدّة سلفاً تحضيراً لأسئلة متوقعة في جلسة يونيو/حزيران 2021 حول تقارير تتعلّق بدور مصري مزعوم في جريمة خاشقجي.
- جاء ذلك بينما كان وفد مصري يسعى لإقناع إدارة بايدن بالموافقة على مبيعات أسلحة تفوق 300 مليون دولار كانت مُعلّقة على خلفية اعتبارات حقوقية.
- أُدين مينينديز لاحقاً بتهم الرشوة والفساد والتآمر للتصرّف كعميل أجنبي لمصلحة مصر وقطر، وصدر بحقه حكمٌ بالسجن لمدة 11 عاماً. أما زوجته نادين فأُدينت بتلقي رشى بينها سبائك ذهب ومرسيدس، على أن يصدر حكمها لاحقاً.
التفاصيل والسياق
تفيد السجلات بأن مينينديز التقى في واشنطن مع عباس كامل (مدير المخابرات العامة المصرية آنذاك) خلال زيارة سعت لرفع التجميد عن جزء من المساعدات/المبيعات العسكرية لمصر. ووفقاً لما ورد في لائحة الاتهام ووثائق المحكمة، شارك مينينديز جانباً من خطوط الأسئلة البرلمانية المتوقعة وما يقابلها من نقاط ردّ، في خطوة هدفت—بحسب نصوص وردت على لسان زوجته في الاتهام—إلى تمكين الجانب المصري من إعداد «التفنيدات» مسبقاً.
وتُذكّر هذه الوقائع بكون جمال خاشقجي، الكاتب في واشنطن بوست والمعارض السعودي البارز، قد قُتل داخل القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. وقد قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لاحقاً إنه يتحمّل «المسؤولية لأنها حدثت على عهده»، مع نفي إصدار أمر مباشر بالقتل. وتشير تقارير أُحيل إليها في ملفات القضية الأميركية إلى مزاعم عن مسارات لوجستية مرتبطة بجهات مصرية؛ وهي مزاعم تُورَد بصيغة النسبة للمصادر ولم تُختبر أمام قضاء أميركي يلاحق مسؤولين مصريين بعينهم.
شبكة الرشى ودور الزوجة
تُظهر الأدلة أن نادين مينينديز ضغطت على زوجها لدعم مصالح أطراف مصرية مقابل منافع عينية، شملت سبائك ذهب وسيارة مرسيدس. وقد أدينت نادين في قضية الرشوة ذاتها، مع الإشارة إلى أن الحكم بحقها لم يصدر بعد.
مواقف العائلة والدفاع عن الذاكرة
قالت حنان العطر خاشقجي (زوجة جمال خاشقجي)، التي حصلت على اللجوء السياسي في الولايات المتحدة عام 2023 عقب مضايقات تعرّضت لها، إن ما نُسب إلى مينينديز «خطيئة»، واعتبرت أن تغليب المصالح السياسية والمالية على قضية قتل زوجها «طعنة» في قيم العدالة. وتؤكد أنها مستمرة في السعي القانوني والإعلامي «حتى تتحقق العدالة».
الوضع القانوني وما بعده
- يقضي بوب مينينديز حالياً حكماً بالسجن 11 عاماً بعد إدانته في ملف فساد ورشوة وعمالة أجنبية. وقد أُشير إلى أنه طلب العفو من رئيسين أميركيين (السابق والحالي).
- تُدرج الوقائع المتعلقة بتنسيق «ردود» المسؤولين المصريين ضمن ما اعتبره الادعاء العام الأميركي استغلال نفوذ يتعارض مع موقعه كرئيس للجنة العلاقات الخارجية وقتها.
ملاحظات تحريرية
هذا التقرير يستند إلى أوراق قضائية أميركية وتقارير صحافية ومواد كتابية ذكرت هذه الوقائع بصيغتها المنسوبة إلى مصادرها، ولا يقطع—تحريرياً—بمسؤوليات جزائية خارج ما صدر فيه أحكام أميركية نافذة. تبقى مزاعم إشراك جهات أجنبية ضمن النطاق المنسوب لمصادر ولم يصدر بشأنها أحكام قضائية أميركية بحق تلك الجهات.