وكالات/ الحرة
في 29 ديسمبر الماضي، سجلت ولاية كولورادو أول حالة معروفة في الولايات المتحدة لسلالة جديدة معدية من فيروس كورونا، لكنها وبعد مرور نحو خمسة أشهر يمكن القول إنها تغلبت على هذه الطفرة وغيرها.
وكانت الأخبار في ديسمبر مقلقة، فقد أرهقت السلالة بي 1.1.7 بريطانيا، وبدأت تنتشر في أوروبا وهددت بفعل الشيء نفسه في الولايات المتحدة. كما ظهرت طفرات أخرى في جميع أنحاء الولايات على الرغم من أن العلماء لم يتعرفوا عليها بعد، حسبما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
وشملت هذه الطفرات، سلالات دمرت جنوب أفريقيا والبرازيل والتي بدت قادرة على تجاوز جهاز المناعة، بالإضافة إلى غيرها من الأنواع المحلية في كاليفورنيا وأوريغون ونيويورك.
وقد شهدت الولايات المتحدة هذا المزيج من الطفرات بعد عطلة كان من شأنها أن تؤدي إلى موجة جديدة من الإصابات.
وفي ظل هذا الوضع تم التطعيم بلقاحات قوية من إنتاج شركتي موديرنا وفايزر-بيونتك. وحذر العلماء من أن السلالات، وخاصة بي 1.1.7، قد تؤدي إلى موجة رابعة، وأن نظام الرعاية الصحية الذي يعاني بالفعل قد ينهار.
وبينما كان الخبراء يخشون أن ينتهي الأمر بموجة غير متوقعة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، حتى أصبحت بي 1.1.7 الأكثر انتشارا للفيروس في الولايات المتحدة، لتمثل الآن ما يقرب من ثلاثة أرباع جميع الحالات، بحسب نيويورك تايمز، لم تحدث موجة رابعة.
وعند الحديث عما وراء التغلب على هذه السلالات، يشير الخبراء إلى الكمامات والتباعد الاجتماعي وقيود أخرى وكذلك التراجع الموسمي للعدوى، الأمر الذي منح عشرات الملايين من الأميركيين وقتا للحصول على التطعيم.
كما أنهم يشيرون إلى “الصدفة”؛ فسلالة بي 1.1.7، على عكس بعض السلالات الأخرى، لا تصمد أمام اللقاحات.
وقال ناثان غروبو، عالم الأوبئة بجامعة ييل: “أعتقد أننا كنا محظوظين، بصراحة. يتم إنقاذنا بواسطة اللقاح”.
وبدأ العدد الإجمالي للحالات الجديدة اليومية على مستوى الولايات في الانخفاض في أبريل، حتى وصل إلى انخفاض بلغ أكثر من 85 في المئة مقارنة بالمستويات المرتفعة المروعة في يناير.
وقال كريستيان أندرسن، عالم الفيروسات في معهد سكريبس للأبحاث بولاية كاليفورنيا: “يمكننا في الواقع أن نفعل ما هو أفضل بكثير مما كنت أتوقع”.
ولا يزال الدكتور أندرسن ومراقبو الفيروسات الآخرون يرون السلالات كمصدر محتمل للمشاكل في الأشهر المقبلة، لاسيما تلك التي ضربت البرازيل وتنمو بسرعة في 17 ولاية أميركية.
كما أنهم يجرون أيضا تقييما للأشهر القليلة الماضية من أجل فهم أفضل لكيفية تفادي الولايات المتحدة للتهديد المتنوع.