أظهرت دراسة حديثة أن ركلات الجنين داخل رحم الأم، قد تسمح له بتشكيل “خريطة جسدية” لنفسه، وتمكينه في النهاية من استكشاف البيئة المحيطة به.
أجرت الدراسة كلية جامعة لندن، بالتعاون مع مستشفى الكلية، ونشرت نتائجها مجلة “ساينتيفيك ريبورتس” المعنية بالتقارير العلمية. وفي إطار الدراسة، قام باحثون بقياس موجات الدماغ التي تصدر عندما تقوم الأجنة بالركل بأطرافها، أثناء “نوم حركة العين السريعة”، حيث وجدوا أن الموجات الدماغية السريعة، وهي بالضبط نمط الموجات لدى حديثي الولادة، يتم إطلاقها في النصف المقابل من المخ.
يشار إلى أن “نوم حركة العين السريعة”، هي مرحلة من مراحل النوم تتميز بحركة العين السريعة.
موجات دماغية
وعلى سبيل المثال، تؤدي حركة اليد اليمنى للجنين إلى إطلاق موجات دماغية، بعد ذلك مباشرة، في الجزء الأيسر من المخ الذي يتعامل مع اللمس في اليد اليمنى. يشار إلى أن حجم هذه الموجات الدماغية يكون الأكبر لدى الأجنة، الذين عادة ما يكونون داخل الرحم.
وتشير النتائج إلى أن ركلات الجنين أثناء المراحل الاخيرة من الحمل، أي خلال الثلث الاخير من فترة الحمل، تساعد في نمو مناطق في المخ تتعامل مع المدخلات الحسية، وهي الطريقة التي يطور بها الجنين الاحساس بجسده. ثم تختفي الموجات الدماغية السريعة التي تثيرها الحركة، عندما يبلغ الطفل بضعة أسابيع.
ويقول لورينزو فابريزي، طبيب علم الأعصاب ووظائف الأعضاء والصيدلة بكلية جامعة لندن، وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: “من المعروف أن الحركة العفوية وردود الفعل اللاحقة من البيئة المحيطة خلال فترة النمو المبكرة، ضرورية من أجل رسم خرائط المخ لدى حيوانات مثل الجرذان. وقد أظهرنا هنا أن ذلك قد يكون صحيحاً لدى البشر أيضا”.
أهمية الدراسة
أما كيمبرلي وايتهيد، طبيبة علم الأعصاب ووظائف الأعضاء والصيدلة بالكلية، فتقول: “نعتقد أن نتائج الدراسة لها آثار على توفير بيئة مثالية للمبتسرين داخل المستشفى، حتى يتلقوا المدخلات الحسية المناسبة. فعلى سبيل المثال، من الأعمال الروتينية بالفعل بالنسبة للرضع، وضعهم في أسِرّتهم ليناموا، حيث يسمح لهم ذلك بأن يشعروا بوجود سطح عندما يركلون بأطرافهم، كما لو كانوا ما زالوا داخل الرحم”.
وتم قياس الموجات الدماغية للأطفال باستخدام تخطيط أمواج الدماغ (إي. إي. جي)، وتم تسجيلها بشكل مستمر أثناء النوم. كما تم تعريف النوم النشط سلوكياً، وفقاً للملاحظة الجانبية لأسرّة الاطفال أثناء “نوم حركة العين السريعة”، والتنفس المتكرر، وغير المنتظم إلى حد كبير وحركات الأطراف الفردية.
وشملت الدراسة في مجملها، 19 طفلاً من حديثي الولادة، تتراوح أعمارهم بين 31 و42 أسبوعاً (من عمر الحمل المصحح) عندما خضعوا للدراسة. ويشار إلى أن عمر الحمل المصحح يراعي عمر الطفل إذا كان مازال في رحم أمه. فعلى سبيل المثال، إذا وُلد طفل بعد 35 أسبوعاً، ثم قضى أسبوعاً بعد ميلاده، يكون عمر الحمل المصحح الخاص به 36 أسبوعاً.