أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أنه أجرى مشاورات مع عدد من الدول العربية، من بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات، لمناقشة خطة الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن غزة. وأوضح أن هذه الدول لم توافق على الخطة المقترحة، لكنه أعرب عن أمله في أن تقدم الدول العربية رؤية بديلة لإعادة إعمار القطاع وإدارته بما يحقق الاستقرار والأمن.
وأكد روبيو في تصريحاته أن حركة حماس، رغم تراجع قوتها مقارنة بالسابق، لا تزال تشكل تهديدًا لأمن المنطقة، مشددًا على ضرورة منعها من استعادة السيطرة على غزة أو إعادة بناء قوتها العسكرية. وأضاف: “علينا ألا نسمح لحماس بحكم غزة مرة أخرى أو إعادة تنظيم نفسها لتنفيذ هجمات جديدة ضد إسرائيل”. واعتبر أن التحدي الرئيسي في أي خطة مستقبلية يتمثل في تحديد من سيتولى إدارة القطاع، مع التأكيد على أن حماس لا يمكن أن تكون جزءًا من هذه المعادلة.
وفي السياق ذاته، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل والتز، خلال مشاركته في مؤتمر “العمل السياسي المحافظ” (CPAC)، إن الولايات المتحدة لن تسمح بوجود حماس في أي شكل مستقبلي لحكم غزة. وأكد والتز أن الحركة ترفض حل الدولتين وتشكل عقبة أمام تحقيق السلام في المنطقة.
وأضاف والتز أن الإدارة الأمريكية تعمل على إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن المحتجزين في غزة، قائلاً: “نحن ملتزمون بإنقاذ كل من يمكننا إخراجه من هناك”. وأشاد بدور الرئيس السابق دونالد ترامب في فرض “ثمن باهظ” على الأطراف المعنية، مما أدى إلى إبرام اتفاقيات تتعلق بالرهائن.
كما انتقد والتز إدارة الرئيس السابق جو بايدن، معتبرًا أن سياساتها ركزت على التوصل إلى وقف إطلاق النار عبر تقديم تنازلات متكررة، مما أدى إلى إضعاف الموقف التفاوضي لصالح إسرائيل. وأوضح أن الإدارة السابقة مارست ضغوطًا أكبر على إسرائيل مقارنة بحماس، وهو ما أثر سلبًا على الموقف الأمريكي في دعم الحلفاء.
وأشار والتز إلى أن تسليم جثامين أربعة محتجزين إسرائيليين، أمس الخميس، يكشف ضرورة منع حماس من العودة إلى السلطة، وقال: “ما رأيناه بالأمس يثبت لماذا لا يمكن السماح لحماس بالعودة للحكم، ولماذا يجب منع تكرار أحداث 7 أكتوبر”.
وفي سياق متصل، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رؤيته الخاصة بشأن قطاع غزة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً رئيسياً في تطوير المنطقة وفقاً لخطة وضعها. ونقلت وسائل إعلام أمريكية عنه قوله: “الولايات المتحدة ستمتلك غزة حسب خطتي، ولن تكون هناك حماس، وسنبدأ في تطويرها”، مشيراً إلى أن غزة حالياً “غير صالحة للعيش”، معتبراً أن سكانها قد يفضلون مغادرتها إذا أُتيحت لهم الفرصة.
وأشاد ترامب بالموقع الاستراتيجي لقطاع غزة، متسائلاً عن سبب تخلي إسرائيل عنه، كما أعرب عن استغرابه لعدم ترحيب الأردن ومصر بخطته المقترحة، رغم المساعدات الأمريكية الكبيرة التي تتلقاها الدولتان. وقال: “نحن نقدم لهما مليارات الدولارات سنوياً، وفوجئت بعدم ترحيبهما بالخطة”.
وأكد ترامب أن خطته بشأن غزة هي مجرد توصية وليست إلزامية، قائلاً: “خطتي جيدة، لكنني لا أفرضها، وسأكتفي بالتوصية بها”. كما أشار إلى شعبيته الكبيرة وفقاً لاستطلاعات الرأي، معتبراً أن ذلك يعكس ثقة الناخبين في رؤيته وسياساته.
وفي حديثه عن أزمة الرهائن، أشار ترامب إلى أن “حماس” تحاول الإفراج عن بعض الرهائن الذين هم في حالة جيدة، لكنه لفت إلى أن عدداً ممن أُطلق سراحهم كانوا في حالة صحية متدهورة، واصفاً حالتهم بأنها “كأنهم خرجوا من معسكر اعتقال سابق في ألمانيا”.
كما عبّر عن صدمته من المشاهد التي رآها، واصفاً إياها بأنها “وحشية للغاية ولا يمكن تخيل حدوثها في العصر الحديث”. وأشار إلى غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب اكتشاف جثث أطفال إسرائيليين، معتبراً أن له الحق في ذلك.
تأتي تصريحات ترامب ضمن رؤيته لتطوير غزة وتحسين أوضاعها، مع التأكيد على أهمية التعامل مع أزمات الرهائن وحماية حقوق المدنيين، كما تعكس توجهاته السياسية المستقبلية فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودور الولايات المتحدة في المنطقة.