قدَّم عالم الآثار الباحث والاكاديمي الامريكي الدكتور روبرت شيك الثلاثاء محاضرة موثَّقة في الأردن، بالصور عن النقوش العربية التاريخية في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى، تخللها شرح تفصيلي لأهمية هذه النقوش في كتابة تاريخ القدس.
واستعرض شيك مجموعة غير منشورة من النقوش التاريخية العربية والتي ما زالت غير مكتشفة ترجع إلى الفترات الأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.
وذكر الدكتور شيك أن عدد النقوش الحجرية التاريخية التي يحتفظ بها المتحف الإٍسلامي في المسجد الأقصى هو 122 نقشًا تاريخيًا ما زال عدد كبير منها غير معروف.
حديث شيك جاء خلال استضافته من قبل منتدى الفكر العربي بالأردن، الثلاثاء، في محاضرة ألقاها باللغة العربية تناولت النقوش العربية التاريخية في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى، وعقب على المحاضرة المؤرخ الأردني د. محمد هاشم غوشه، وأدار اللقاء الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الأردني د. محمد أبو حمور، الذي أشار في كلمته التقديمية إلى أن د. شيك يعتبر من كبار العلماء الذين ساهموا في إبراز جانب مهم من الحقائق الموضوعية والاستنتاجات العلمية المتعلقة بالحقوق العربية التاريخية في القدس منذ عهد اليبوسيين بُناتها الأوائل 3000 ق.م.
وقال د. أبوحمور: إن النقوش الأثرية من أهم المصادر التاريخية، وتؤكد النقوش العربية المحفوظة في المتحف الإسلامي في بيت المقدس عروبة المدينة وهويتها وحقوق العرب والمسلمين فيها إزاء المحاولات الإسرائيلية المستمرة في تشويه التاريخ والتراث والحضارة، وتغيير معالمها، وتهويد المدينة وشرعنة الاستيطان وطمس حقوق أهلها العرب المسلمين والمسيحيين على السواء.
وأضاف د. أبوحمور: إن القدس من أغنى مدن العالم بالتراث الحضاري بما في ذلك الآثار البيزنطية إلى جانب الآثار العربية والإسلامية من مختلف العصور؛ مشيراً إلى قيم الإنسانية والتنوّع الثقافي لهذا التراث تاريخياً وفنياً وروحياً. كما أشار إلى دور منتدى الفكر العربي من خلال برنامج “القدس في الضمير” وأنشطته العديدة، والذي أسسه سمو الأمير الحسن بن طلال ويرعاه منذ عقود، في تناول مختلف جوانب تاريخ القدس وحاضرها بأوضاعه الإنسانية السكانية والسياسية والاقتصادية والقانونية والوقفية.
ويُعد الدكتور شيك أحد أبرز الباحثين والأكاديميين العالميين عن تاريخ القدس، حيث عمل على دراسة القدس منذ سنة 1994 ونشر عددًا كبيرًا من الدراسات التوثيقية العالمية عن القدس في الفترات الإسلامية والفترة البيزنطية.