كان في الثانية من عمره عندما ظهرت لديه أول شعرة بمنطقة العانة”، يحدث هذا عادة بعد عشر سنوات على الأقل من هذا العمر في حياة الذكر الطبيعي، حين يدخل جسده مرحلة البلوغ، ولكن كان “باتريك بورلي” حالة مختلفة عن المألوف، حيث تعاني عائلته من مرض وراثي يدعى “البلوغ المبكر”، وفقًا لـ”بي بي سي”.
البلوغ المبكر
تسمى حالة “باتريك” بتسمم الخصية، ما يجعلها تنتج هرمون التستوستيرون (الهرمون الجنسي الرئيسي للذكور) قبل الموعد المقرر لها، ما أدى إلى أن أصبح وزنه وطوله مماثل لطفل عمره سبع سنوات، والدافع الجنسي لديه يوازي لشخص يكبره بعشر سنوات، وهي نفس الحالة التي كان يعاني منها والده، وجعلته يحيى طفولة مؤلمة مثله تمامًا.
باتريك بورلي والبلوغ المبكر
ويقول الممثل والكاتب البالغ من العمر 34 عامًا، القاطن في الولايات المتحدة الأمريكية: “لقد كنت غريبًا عن أبناء جيلي، حيث شعرت بصعوبة التأقلم معهم، فالجميع يراني كنوع من الحيوانات النادرة”.
ويشير باتريك إلى أنه كان يقضي أسبوعين في المستشفى، ليجري عليه الأطباء جميع أنواع الفحوصات، التي من شأنها أن تكشف لهم أسرار تلك الحالة النادرة، في مقابل علاج مجاني، لمنع تأثير هرمون التستوستيرون على جسده، مضيفًا أنه عندما بلغ عمر الـ11 عامًا، أوقفوا العلاج الهرموني، ما أدى إلى تدهور حالته، وأصيب باضطرابات نفسية، دفعته إلى التدخين وتعاطي المخدرات.
ويضيف باتريك أنه عندما بلغ سن الخامسة عشرة، شعر أنه مثل الأطفال الآخرين، وبدأ بالإقلاع عن التدخين والمخدرات، واتجه إلى ممارسة الرياضة والتحق بالجامعة، لافتًا إلى أنه تزوج وأنجب طفلًا يدعى “نيد” عام 2015، مؤكدًا أن الاختبارات كشفت أنه لا يعاني من ذلك المرض الوراثي.
عدد الحالات المصابة بالبلوغ المبكر
وأكدت بي بي سي أن الأطباء لا يعلمون حتى الآن عدد الحالات التي أصيبت بتلك الطفرة النادرة في العالم، مضيفةً أن أحد التقديرات الأولية تشير إلى أن العدد لم يتجاوز 1000 حالة حول العالم.