في مشهد يعكس التوتر المتزايد بين السلطات الفيدرالية والمجتمعات المحلية بشأن سياسات الهجرة، تحولت محاولة عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) لاعتقال مهاجرين في مدينة ترينتون بولاية نيو جيرسي صباح الخميس إلى مواجهة متوترة، انتهت بانسحاب العملاء دون تحقيق هدفهم، وذلك بفضل استجابة سريعة من نشطاء محليين ومساندة من مسؤولي المدينة.
بدأت الأحداث في الصباح الباكر في حي تشامبرزبيرغ، عندما حاول عملاء ICE اعتقال ثلاثة رجال كانوا يستعدون للذهاب إلى عملهم. ووفقًا لمنظمة «Resistencia En Accion NJ»، وهي مجموعة للدفاع عن المهاجرين، تمكن العملاء من احتجاز رجل واحد، لكن الاثنين الآخرين تمكنا من الفرار، ولجأ أحدهما على الأقل إلى منزل قريب. على إثر ذلك، حاصر عملاء ICE المنزل، مما أدى إلى حالة من المواجهة.
شاهد الفيديو:
استجابة مجتمعية منظمة
بمجرد انتشار الخبر، سارعت المنظمات المجتمعية ورجال الدين وعدد من السكان إلى مكان الحادث. وقفوا خلف شريط الشرطة الأصفر، وشكلوا جبهة موحدة في مواجهة ما يقرب من سبع سيارات مدنية تابعة لوكالة ICE. وقالت آنا باولا بازمينو، المديرة التنفيذية للمنظمة، إن العملاء لم يكن بحوزتهم مذكرات توقيف قضائية، وكانوا يتجولون في الشوارع ويوجهون ملاحظات «مهينة» للمارة لتخويفهم.
وأضافت بازمينو بينما كانت المواجهة لا تزال قائمة: «هناك أطفال في الداخل. الناس يختبئون في الخزائن ويتصلون بنا لمعرفة ما يجري». وقد أظهر بث مباشر للحدث قيام شرطة ترينتون باحتجاز إحدى الناشطات لفترة وجيزة قبل إطلاق سراحها باستدعاء.
موقف السلطات المحلية: عدم التعاون
لعب موقف عمدة ترينتون، ريد غوشيورا، دورًا حاسمًا في نتيجة المواجهة. فقد أكد العمدة أن شرطة ترينتون لم تكن تساعد عملاء ICE، بل كانت موجودة فقط للحفاظ على السلم في الحي. وأشار إلى وجود «توجيه من المدعي العام للولاية» يمنع الشرطة المحلية من التعاون مع السلطات الفيدرالية في عمليات إنفاذ قوانين الهجرة.
وقال العمدة : « ينبغي لـ ICE أن تتصرف بمسؤولية. يجب أن يكون لديهم إذن قضائي، يجب أن يخبرونا عندما يكونون هنا، ويجب أن يخبرونا بالأسباب وراء اعتقال الشخص. مرة أخرى، إذا كان عضوًا في عصابة أو شخصًا متورطًا في كارتل مخدرات، فسندعم ذلك ».
وفي النهاية، وبعد ساعات من المواجهة، غادر عملاء ICE المكان دون أن يتمكنوا من دخول المنزل أو اعتقال الأفراد الذين كانوا بداخله. وعلق العمدة غوشيورا قائلًا: «من الواضح أن ICE لم تتمكن من تنفيذ مذكرة توقيف، ولذلك غادروا المكان. وهذا يظهر منذ البداية أنه لم يكن لديهم غرض مشروع لوجودهم هناك».
تعتبر هذه الحادثة مثالًا حيًا على مفهوم «مدن الملاذ» (Sanctuary Cities) وتأثير السياسات المحلية التي تحد من التعاون مع ICE. بالنسبة للمجتمعات المهاجرة، بما فيها الجالية العربية، فإن هذه القصة تحمل رسالة قوية حول أهمية معرفة الحقوق القانونية، مثل الحق في عدم فتح الباب لعملاء فيدراليين دون مذكرة قضائية موقعة من قاضٍ، وقوة التنظيم المجتمعي وشبكات الاستجابة السريعة في حماية أفراد المجتمع من الاعتقالات التعسفية والترحيل.