وكالات/الحرة
قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يكافح لاحتواء النقص المتزايد من الوقود في مناطق الواقعة بالجنوب الشرقي للولايات المتحدة، في وقت يستغل فيه الجمهوريون هذه القضية لانتقاد الإدارة.
والجمعة، تعرضت الولايات المتحدة لهجوم إلكتروني، تسبب بانقطاع الوقود في عدة مواقع أميركية، ما جعله يقترب من النفاد في بعض الولايات.
وينتقد المشرعون الجمهوريون الإدارة الديمقراطية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في محطات الوقود والطوابير الطويلة من السيارات التي تحيط بهذه المحطات، إذ وصفوها بأنها “أزمة غاز بايدن”.
وسعى مسؤولو البيت الأبيض – الذين يتأثرون بمدى سرعة تحول المخاوف بشأن الغاز إلى أزمة سياسية في البلاد – بقوة إلى عرض جهودهم لتخفيف النقص الذي نتج عن هجوم إلكتروني أجبر خط أنابيب رئيسي على تعليق الخدمة.
وروج المسؤولون لقراراتهم بتخفيف القيود لتعزيز توصيل الغاز عن طريق النقل البري، إضافة إلى إصدار سلسلة من البيانات المكتوبة المحدثة، والظهور في وسائل الإعلام.
لكن بعض الجمهوريين أعربوا عن شكوكهم بشأن مدى استعداد الإدارة للتعامل مع الوضع، وأشاروا إلى صدور رسائل وصفوها بالمتضاربة من كبار المسؤولين.
وينقل خط “كولونيال بايبلاين” ما لا يقل عن 45 في المئة من البنزين والديزل والكيروسين الأميركي من مصافي التكرير بخليج المكسيك إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وفقا للشرطة الفدرالية، فإن مجموعة “دارك سايد” مسؤولة عن هذا الهجوم الإلكتروني الذي تسبب في نقص حاد للغاز بولاية كارولينا الشمالية وجورجيا وفيرجينيا.
وكان الرئيس بايدن، وقع أمرا تنفيذيا، الأربعاء، يهدف لتحسين البنية التحتية للأمن السيبراني القومي، عقب هجمات إلكترونية تعرضت لها مرافق أميركية حساسة.
وجاء في الأمر التنفيذي أن الحكومة الفيدرالية بحاجة لتنفيذ “تغييرات جريئة” واستثمارات ضخمة من أجل الدفاع عن المؤسسات الحيوية في الولايات المتحدة.
والأربعاء، أعلنت شركة “كولونيال بايبلاين” عن خطط لاستئناف العمليات بعد مناقشات مع إدارة بايدن، لكن الشركة قالت إن الأمر قد يستغرق عدة أيام لحل المشاكل ببعض الولايات التي تشهد ارتفاع أسعار الوقود ونقص حاد في الامدادات، ما يبقي الضغط على بايدن في غضون ذلك.
ويقول الجمهوريون إن القضية لها صدى خاص في الوقت الحالي، حيث يتوق الناس إلى القيادة بعد أكثر من عام من الإغلاق بسبب وباء كورونا.
وقال عضو الكونغرس السابق من الحزب الجمهوري، توم ديفيس، “أخيرا، عندما بدأ الأميركيون في الخروج مرة أخرى، لا يمكنهم العثور على البنزين لقيادة مركباتهم من وإلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها”.
وأضاف ديفيس ساخرا: “أعتقد أن الناس يدركون أن بايدن لم يخلق هذه المشكلة، كما أن ترامب لم يصنع كوفيد -19 أيضا، أليس كذلك؟”.
حصل بايدن على درجات تأييد عالية بين الجماهير لجهوده في عمليات الاستجابة للوباء، وقال مسؤولو البيت الأبيض إنهم يتخذون نهجا مشابها في التعامل مع أزمة نقص الغاز – بالاعتماد على الخبراء، ومصارحة الناس علنا بما يفعلونه وحث الناس على عدم الذعر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن الرئيس جو بايدن “يفعل كل ما في وسعه لتخفيف التأثير على الأميركيين وحياتهم اليومية”.
من جهته، قال وزير النقل، بيت بوتيدجيج: “نحن على دراية بالقلق السائد وتحركنا على الفور”. وللتخفيف من حدة الاضطرابات، سمحت السلطات الأميركية اعتبارا من مساء الأحد لسائقي شاحنات نقل مشتقات النفط بالعمل لفترة أطول.
وخط “كولونيال بايبلاين” ليس الوحيد الذي يزود شرق الولايات المتحدة بالوقود، لكنه الأهم.