نفى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أنه أعطى الأمر بقتل الصحفي، جمال خاشقجي، مبينا أنه “لو كان يدير الأمور بهذه الطريقة فلن يكون خاشقجي من بين أول ألف شخص في القائمة”.
وفي مقابلة مطولة مع صحيفة “أتلانتيك” الأمريكية نشرت اليوم الخميس وتداولتها بالكامل وسائل إعلام سعودية مقربة من الحكومة، تعليقا على عملية اغتيال خاشقجي عام 2018 في قنصلية السعودية باسطنبول: “من المؤلم رؤية أي شخص يقتل دون وجه حق، لذلك، حتى لو كان الشخص يستحق عقوبة الإعدام أكثر من أي شخص آخر في العالم، فيجب أن يخضع للنظام القضائي، ويجب أن يكون له الحق في الدفاع عنه نفسه، إن ما حدث يعد أمرا مؤلما، ونتمنى ألا يحدث لمواطن سعودي أو لأي مواطن في العالم بأسره، وذلك كان فشلا ذريعا في النظام”.
وتابع: “قد بذلنا قصارى جهدنا لإصلاح النظام، والتأكد من عدم حدوث مثل ذلك مرة أخرى، كما اتخذنا إجراءات مشابهة لما قد تتخذه أي حكومة منصفة، حيث أحلنا أولئك الأشخاص إلى التحقيق، ومن ثم إلى المحكمة، وبعد ذلك قررت المحكمة عقوبات مختلفة عليهم، وهم يواجهون تلك العقوبات، وهذا ما حدث عندما ارتكب الأمريكيون أخطاء في العراق أو أفغانستان أو غوانتنامو، فأنتم اتخذتم الخطوات الصحيحة، وكذلك فعلنا نحن”.
وجدد بن سلمان أنه لا علاقة به بهذه القضية، متسائلا: “لماذا أقوم بذلك؟ إنه أمر واضح… لقد آلمتني (الحادثة) كثيرا، وآلمت السعودية من ناحية المشاعر”.
وأردف بن سلمان، ردا على سؤال حول ما إذا كانت توجد في السعودية أجواء عامة من الخوف: “لا أعتقد ذلك، على أي حال إن كانت هذه هي الطريقة التي ندير بها الأمور، فلن يكون خاشقجي من بين أول ألف شخص على القائمة، وإذا افترضنا جدلا – لا سمح الله – أن هناك عملية أخرى ستجري من هذا القبيل، بالنسبة لشخص آخر، فلن تكون بهذه الطريقة”.
واستطرد بالقول: “إذن لماذا خاشقجي؟ كان خطأ كبيرا، فنحن لا نؤمن بهذا النوع من العمليات، ولا نؤمن بأي عملية خارج إطار القانون، ونعتقد أنه إذا كان هناك أي شخص ارتكب جريمة، أو أي شخص يشكل خطورة على السعودية، أو يشكل خطرًا على العالم، فسنتخذ الإجراءات بناء على القانون السعودي، وبناء على القوانين الدولية، وقوانين الدول الأخرى، وهذا ما فعلناه من إجراءات في الماضي، وما سنفعله في المستقبل”.