أكد سياسيون أمريكيون، أن ولايتيْ بنسلفانيا وجورجيا سيكون لهما دور كبير في حسم التنافس بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري للانتخابات الرئاسية.
وأشاروا إلى أن أهمية الولايتين في ظل حسابات معقدة تتعلق بأنهما من “الولايات المتأرجحة” ذات اللون “البنفسجي” في هذه الانتخابات، فضلا عن أعداد أصوات المجمع الانتخابي بهما، حيث لبنسلفانيا 19 صوتا بالمجمع الانتخابي، بينما لدى جورجيا 15 صوتا.
أهمية كبيرة
وبحسب مستجدات الانتخابات الحالية باتت بنسلفانيا وجورجيا ذواتا أهمية كبيرة في الاقتراب من حسم الصراع الانتخابي، بين ما يعرف بـ”الولايات المتأرجحة”، ووفق مراقبين سيكون من الصعب تحديد من سيفوز بين ترامب أو هاريس.
وتشهد جورجيا، التي كانت حاسمة في الانتخابات الماضية للرئيس الحالي جو بايدن، تنافسا هو الأشد بين الولايات “البنفسجية” التي لا تحمل اللون الأزرق في إشارة إلى الحزب الديمقراطي، أو الأحمر أي ولاية “جمهورية”، ويكون الفوز بمجمعها الانتخابي بجانب أصوات بنسلفانيا عامل السحر، حيث تجعل هاريس في حاجة لولاية واحدة من 3 ولايات “متأرجحة” من ميتشغان وويسكونسن وكارولينا الشمالية وأريزونا، لتذهب إلى الـ270 صوتا، حتى يحسم الأمر لها، وتفوز بالكرسي الرئاسي.
فيما تساهم 3 ولايات متأرجحة في عودة ترامب للبيت الأبيض من بينها جورجيا وبنسلفانيا، إلى جانب كارولينا الشمالية، دون التأثر بخسارة نيفادا وأريزونا وميشيغان وويسكونسن، بحسب مراقبين.
ويؤكد عضو اللجنة الاستشارية بالحزب الجمهوري د.أحمد صوان أن جورجيا وبنسلفانيا ولايتان مهمتان للغاية؛ نظرا لمدى تأثير أصواتهما الانتخابية في حسم الاستحقاق الرئاسي.
وفسر صوان قائلا إن عدد أصوات المجمع الانتخابي لكل ولاية منهما كبيرة بمعنى أن ولاية بنسلفانيا لها 19 صوتا في المجمع الانتخابي الأمريكي، أما ولاية جورجيا فلديها 15 صوتا من المجمع الانتخابي، وهي كتلة تصويتية لا يستهان بها، ويكون لهما تأثير للحسم.
وأضاف أن كل مرشح، سواء كان ترامب أو هاريس، يحتاج 270 صوتا من مجموع أصوات المجمعات الانتخابية بالولايات الأمريكية، والولايتان تشكلان معا 34 صوتا.
ويشير صوان إلى أن أصوات المجمع الانتخابي لكل ولاية لا يتم توزيعه بحسب نسب الأصوات التي حصل عليها كل مرشح، بمعنى أن من يحصل على النسبة الكبرى يفوز بأصوات المجمع الانتخابي كاملة، وسواء بنسلفانيا أو جورجيا، من الولايات التي تقدم أصوات تراكمية تساعد في الحصول على الـ 270 صوتا التي يحتاجها المرشح حتى يفوز بالانتخابات، لذلك فهما ولايتان حاسمتان بالمعركة الانتخابية، وتشكلان أهمية كبرى سواء للمرشح الجمهوري أو المرشحة الديمقراطية.
مساحات متقاربة
ويرى عضو الحزب الديمقراطي في “آيوا” نعمان أبو عيسى أن المساحات في السباق الانتخابي بين هاريس وترامب باتت قريبة للغاية حيث يركز الطرفان على ما يسمى بـ “ولايات الصدأ” في شمال وسط أمريكا، وفي صدارتها ولاية بنسلفانيا القوية ضمن هذا المحور.
ويشير إلى أنها أيضا الولاية التي ولد فيها الرئيس الحالي جو بايدن الذي يسمى هناك بـ”صديق العمال” وشارك في اعتصامهم من قبل، وسيأتي مع هاريس إلى الولاية ليشجع سكانها على التصويت لنائبته المرشحة الديمقراطية في ظل استطلاعات تقارب النتائج هناك بينها وبين ترامب، الذي سيقوم بزيارة مهمة أيضا إلى هذه الولاية.
ويوضح أبو عيسى أن جورجيا أيضا ولاية مهمة للغاية في هذا الصراع الانتخابي، حيث تقع في عمق الجنوب الأمريكي، وهي ولاية تمثل قوة المواطنين الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية؛ ما سيجعل هاريس تستخدم عرقها ولونها، لتفعيل هذه الفئة من المجتمع الأمريكي لصالحها، وفق قوله.
وتابع أنّ “ولاية جورجيا صديقة للرئيس بايدن عندما انتخبته في الاستحقاق الماضي، وكانت سببا أساسيا في نجاحه أمام ترامب”.
ويعتبر الخبير في الشؤون الأمريكية، الداه يعقوب، أن الأهمية الكبرى للولايتين تكمن في امتلاك بنسلفانيا 19 مقعدا في المجمع الانتخابي وجورجيا لها 15 مقعدا، وبالتالي هما يحددان مسار الانتخابات، ويركز عليها المرشحان عبر زيارات متكررة، حيث شاهدنا جولة هاريس التي قامت بها في عدة مقاطعات في بنسلفانيا التي يتجاوز تعداد سكانها 14 مليون شخص.
في حين أن ترامب يحاول من خلال جولاته في الولاية ذاتها العمل على إعادتها إليه مجددا بعد أن صوتت إليه في عام 2016، مراهنا على اهتمامه بملف الوضع الاقتصادي والتضخم في أمريكا.
ويبين يعقوب أن جورجيا لها تاريخ مع ترامب حيث كانت هناك متابعات قضائية تتعلق بمطالبته بقلب النتيجة في 2020 من قبل السلطات الإدارية، مشيرا إلى أن العمل الأكبر تجاه كسب أصوات هذه الولاية يدور في اهتمام المرشحين خلال زياراتهما بالتعامل مع المناطق النائية فيها، بحثا عن أصوات سكانها.
ولفت يعقوب إلى أن الولايات المتأرجحة هي ولايات عمالية والمطالب العمالية دائما تتركز على الاقتصاد، وعلى قضية المهاجرين بالدرجة الأولى، لتكون الوعود الانتخابية بين التعامل مع ملف الهجرة وتحسين الوضع الاقتصادي في تجاذب دعائي بهذه الولاية بين ترامب وهاريس.