أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بنود صفقة القرن، وقال إن “إسرائيل” تتخذ اليوم “خطوة كبيرة نحو السلام”.
وأضاف أنه تأثر خلال سفره بما “أنجزته إسرائيل في وجه المخاطر والتهديدات”، وأن “إسرائيل هي أرض الشعب اليهودي، ولن يتم تكرير ما عاشته من أيام مظلمة”، مؤكداً أنه يحاول “بناء سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وقال ترامب إن اقتراحه “للسلام” مختلف عن المقترحات السابقة، ويتضمن 18 صفحة، ويقدم “حلولاً مفصلة لتقديم بيئة أكثر سلاماً لمختلف الأطراف”.
وأكد أنه سوف يتم تشكيل لجنة مشتركة مع “إسرائيل” من أجل تحويل “الرؤيا إلى خطة واضحة المعالم”، وهي “المرة الأولى التي قبلت فيها إسرائيل بخريطة للسلام”، مشيراً إلى أن “القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل وغير قابلة للتجزئة”.
وأضاف أن “الشرق الأوسط يشهد تغيرات كثيرة،والكثير من دوله اتخذت خطوات جريئة ضد الإرهاب”، منوهاً إلى أن الصفقة ستسمح “بوضع حد لأنشطة حماس والجهاد الإسلامي”.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مختلفة عن الرؤى السابقة، مؤكدا أنها تقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.
وأضاف ترامب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أخبره بموافقته على خوض مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، وتابع قائلًا: “الولايات المتحدة ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل”.
وقال الرئيس الأمريكي، إن خطته ستحقق الإزدهار للفلسطينيين وتقضي على احتياجهم للمعونات، كما ستحقق تلك الخطة بحسب ترامب، أكثر من مليون فرصة عمل للفلسطينيين خلال عام واحد.
وتابع ترامب، خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلًا: “لن يقتلع فلسطينيون أو إسرائييليون من أراضيهم ومئات الوظائف ستوفر للفلسطينيين”.
وأضاف ترامب أن خطته للسلام ستمنح الفلسطينيين ضعف مساحة الأراضي المعروضة عليهم سابقًا، ووجه الرئيس الأمريكي حديثه لنظيره الفلسطيني قائلًا: “إذا اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة والعديد من الدول ستعاونك طول الطريق”.
وشهدت الساعات الأخيرة حراك متعدد الأشكال في قطاع غزة، لترتيب المواقف لمواجهة تحضيرات الإدارة الأمريكية قبل نشر خطتها المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”.
وتظاهر آلاف الفلسطينيين اليوم الثلاثاء احتجاجا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام الإسرائيلية الفلسطينية، قبل ساعات من الموعد المقرر للإعلان عنها خلال مراسم في واشنطن.
كما شارك مئات الفلسطينيين في مظاهرة بغزة، مساء أمس، دعت لها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رفضاً لما وصفته “صفقة ترامب- نتنياهو”.
وتجمع المتظاهرون مقابل مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، ورفعوا لافتات منددة بالخطة الأمريكية ومطالبة بالوحدة، وأحرق متظاهرون دمى للرئيس الأمريكي والأعلام الأمريكية والإسرائيلية.
فلسطين: “صفقة القرن” خطة لحماية ترامب ونتنياهو وليست للسلام
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، تقدمت فلسطين، بطلب عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بحضور الرئيس محمود عباس السبت المقبل، لبحث ما يسمى “صفقة القرن”.
وطلبت المندوبية الدائمة لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية، عقد هذا الاجتماع، بهدف الاستماع إلى رؤية الرئيس الفلسطيني وبحث ما يسمى بـ”صفقة القرن”، التي من المنتظر أن يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب بيان صادر عن الجامعة.
واعتبرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن توقيت “صفقة القرن” يمثل وبشكل فاضح محاولة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز موقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المهدد بالسجن.
وقالت الصحيفة، في مقال للصحفي أنشيل فايفر، من أصل بريطاني، إن الرئيس ترامب دعا المتنافسين في الانتخابات الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو وبيني جانتس) إلى واشنطن لإطلاعهما على تفاصيل “صفقة القرن”، بينما لم يطلع الفلسطينيين على شيء.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية قطعت علاقاتها مع إدارة ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2018، عندما أعلنت واشنطن الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة إسرائيلية، ما حدا بواشنطن بقطع كل الدعم المالي للفلسطينيين تقريبا، وإغلاق ممثلياتهم الدبلوماسية.
وأكد أن العرض المفاجئ للخطة، بعد 3 سنوات من إعدادها، ليس من قبيل الصدفة، لكنها جاءت في توقيت يواجه فيه نتنياهو، حليف ترامب المقرب، انتخابات ثالثة خلال أقل من 5 أسابيع والاستطلاعات تشير إلى أن حظوظه لا تبدو جيدة أمام منافسه بيني جانتس.
ونوه بأن الكنيست الإسرائيلي سيناقش، اليوم الثلاثاء، طلبه (نتيناهو) الحصانة من المحاكمة بتهم متعددة بالرشوة والاحتيال، ومن المتوقع أن يرفض طلبه.