منيرة الجمل
كتب الصحافي الأمريكي المستقل “بن بارتي” مقالا عن المستوى الجديد لإرهاب الطب الحيوي وهو البعوض المعدل وراثيا.
بدأ “بارتي”، مقاله المنشور في موقع جلوبال ريسيرش البحثي الكندي، بأهمية الموافقة الصريحة من المريض في المستشفيات قبل خضوعه لأي إجراء طبي، وإخطاره بأي مضاعات تحدث له بعد التدخل الطبي بأي شكل من الأشكال.
وأوضح الصحافي أن تقديم الموافقة، التي وصفها بالمستنيرة، يتضمن ضمناً تقييم فهم المريض، وتقديم توصية فعلية، وتوثيق العملية. كما تتطلب اللجنة المشتركة توثيق جميع عناصر الموافقة المستنيرة “في نموذج أو ملاحظات تقدمية أو في مكان آخر في السجل”.
وبحسب بارتي، فيما يلي العناصر المطلوبة لتوثيق مناقشة الموافقة المستنيرة: (1) طبيعة الإجراء، (2) مخاطر وفوائد الإجراء، (3) البدائل المعقولة، (4) مخاطر وفوائد البدائل، و(5) تقييم فهم المريض للعناصر من 1 إلى 4″.
وتسآل الصحافي الأمريكي هل يعد تعديل البعوض وراثياً ثم إطلاقه بالملايين في البيئة ليطير ويلقح الناس دون علمهم “موافقة مستنيرة”؟
وأبرز بارتي تأكيد معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قيام الباحثين في اليابان بتحويل البعوض إلى حقن تحمل اللقاح من خلال الهندسة الوراثية للحشرات للتعبير عن لقاح داء الليشمانيات – وهو مرض طفيلي ينتقل عن طريق ذبابة الرمل – في لعابها.
ووفقًا لدراسة في علم الأحياء الجزيئي للحشرات، فإن الفئران التي لدغتها هذه البعوض أنتجت أجسامًا مضادة للطفيلي. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الاستجابة المناعية قوية بما يكفي للحماية من العدوى.
من جانبه، قال الباحث الرئيسي شيجيتو يوشيدا من جامعة جيتشي الطبية في اليابان في بيان صحافي: “بعد اللدغات، يتم تحفيز الاستجابات المناعية الوقائية، تمامًا مثل التطعيم التقليدي ولكن بدون ألم وبدون تكلفة. كما أن التعرض المستمر للدغات سيحافظ على مستويات عالية من المناعة الوقائية، من خلال التعزيز الطبيعي، مدى الحياة. وبالتالي تتحول الحشرة من كونها آفة إلى كونها فائدة”.
وسخر بارتي من تصريحات العالم قائلا إنه يتحدث وكأنه رجل الأعمال والمبرمج الأمريكي “بيل جيتس” فهو يخبركم بأنه يحبكم ويريدكم أن تكونوا سعداء؛ ولهذا السبب فهو يتلاعب بمخطط الحياة لتحويل الحشرات إلى حقن.
ولفت الصحافي إلى إعلان مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، منتقلا، أنه تم إطلاق أكثر من مليار بعوضة في أجزاء مختلفة من العالم”، وهو ما اعتبرته وفق الصحافي آمنًا وفعالًا على الرغم من عدم وجود أي دليل طويل الأمد حول ما قد يفعله بصحة الإنسان، ناهيك عن البيئة.
وتابع الإعلان: “تم استخدام البعوض المعدل وراثيًا بنجاح في أجزاء من البرازيل وجزر كايمان وبنما والهند للسيطرة على بعوض الزاعجة المصرية. منذ عام 2019، تم إطلاق أكثر من مليار بعوضة.”
وأبرز بارتي قيام وكالة حماية البيئة بتقييم المخاطر المحتملة الناجمة عن إطلاق البعوض المعدل وراثيًا في المجتمعات وقررت أنه لا يشكل أي خطر على الناس أو الحيوانات أو البيئة.
وانتقد الصحافي الأمريكي هذا الأمر، متهما المصابين بجنون العظمة الذين يلعبون دور الإله بعدم تقدير الشبكة المتلاحمة بعمق التي تشكل الطبيعة، ومؤكدا أن العبث بالتركيبة الجينية للبعوض يفتح باب المشكلات الذي قد لا يغلق أبدا.
واختتم بارتي مقاله بتعليق موقع الاتحاد الوطني للحياة البرية على الحدث الطبي:
“صدق أو لا تصدق، البعوض أصبح حقن التلقيح. في الواقع، مصدر الغذاء الأساسي للبعوض هو رحيق الأزهار، وليس الدم. تمامًا مثل النحل أو الفراشات، وينقل البعوض حبوب اللقاح من زهرة إلى زهرة أثناء تغذيته على الرحيق، ما يؤدي إلى تسميد النباتات والسماح لها بتكوين البذور والتكاثر. فقط عندما تضع أنثى البعوض بيضها تبحث عن وجبة دموية للحصول على البروتين، بينما يتغذى الذكور فقط على رحيق الأزهار ولا يعضون أبدًا.
“بعيدًا عن التلقيح، يعد البعوض جزءًا من شبكة الغذاء، حيث يعمل كفريسة مهمة في كل من شكل البالغين المجنحين واليرقات المائية للعديد من الحيوانات البرية الأخرى من اليعسوب والسلاحف إلى الخفافيش والطيور – بما في ذلك الطيور الطنانة، والتي تعتمد على الحشرات الطائرة الصغيرة والعناكب كمصدر غذائي أساسي.”