الولايات المتحدةهجرة ولجوء

تغيير جذري في نظام اللجوء: سياسة جديدة تسمح للقضاة برفض طلبات اللجوء دون عقد جلسة استماع

في تحول كبير يهدد بتقويض حقوق طالبي اللجوء في الولايات المتحدة، بدأت وزارة العدل في تطبيق سياسة جديدة تمنح قضاة الهجرة سلطة رفض طلبات اللجوء التي يعتبرونها “غير كافية من الناحية القانونية” دون عقد جلسة استماع كاملة. هذا الإجراء، الذي يصفه المدافعون عن حقوق المهاجرين بأنه هجوم على “الإجراءات القانونية الواجبة”، يعني أن طالب اللجوء قد لا يحصل أبدًا على فرصته لشرح قصته مباشرة أمام القاضي.

السياسة الجديدة، التي تم توضيحها في مذكرة سياسات صادرة عن المكتب التنفيذي لمراجعة شؤون الهجرة (EOIR) في أبريل 2025، تشجع القضاة على استخدام سلطة “الرفض المسبق” (pretermission) للتعامل مع تراكم القضايا الهائل في محاكم الهجرة، والذي يقترب من 4 ملايين قضية. ومع ذلك، يثير هذا التوجه مخاوف جدية من أن السرعة والكفاءة الإدارية تأتي على حساب العدالة والإنصاف.

شرح السياسة الجديدة: متى يمكن للقاضي رفض قضية دون جلسة؟

تنص السياسة الجديدة على أن جلسة الاستماع ليست مطلوبة إلا “لحل القضايا الواقعية المتنازع عليها”. أما إذا كانت الحقائق المقدمة في الطلب المكتوب، حتى لو تم قبولها على أنها صحيحة، لا تفي بالمعايير القانونية الصارمة للحصول على اللجوء، فيمكن للقاضي رفض القضية على الفور. بعض الأسباب التي قد تدفع القاضي لاتخاذ مثل هذا القرار تشمل:

  • عدم وجود “صلة” واضحة: إذا فشل الطلب في إثبات وجود صلة واضحة بين الاضطهاد الذي تعرض له مقدم الطلب وأحد الأسباب الخمسة المحمية بموجب القانون (العرق، الدين، الجنسية، الرأي السياسي، أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة).
  • التأخر في التقديم: إذا تم تقديم الطلب بعد أكثر من عام من دخول الولايات المتحدة دون تقديم سبب وجيه ومقبول لهذا التأخير.
  • وجود سجل جنائي: إذا كان لدى مقدم الطلب سجل جنائي يجعله غير مؤهل للحصول على اللجوء.

المشكلة، كما يرى المحامون، هي أن تحديد “الكفاية القانونية” يمكن أن يكون أمرًا ذاتيًا، وبدون جلسة استماع، لا توجد فرصة لمقدم الطلب لتوضيح سوء الفهم أو تقديم أدلة إضافية أو شهادة حية يمكن أن تغير مسار القضية.

تآكل “الإجراءات القانونية الواجبة” والمخاطر على طالبي اللجوء

إن مبدأ “الإجراءات القانونية الواجبة” (Due Process) هو حق دستوري أساسي يضمن لكل شخص الحق في أن يُستمع إليه وأن يقدم قضيته بطريقة عادلة. يجادل النقاد بأن السياسة الجديدة تنتهك هذا المبدأ بشكل صارخ. فطالبو اللجوء، الذين غالبًا ما يكونون قد فروا من صدمات عنيفة ولا يتحدثون الإنجليزية وليس لديهم تمثيل قانوني، قد لا يتمكنون من صياغة طلب مكتوب مثالي من الناحية القانونية. إن حرمانهم من فرصة المثول أمام قاضٍ هو بمثابة الحكم على قضيتهم بالفشل قبل أن تبدأ.

يتفاقم هذا الوضع بسبب الضغوط الأخرى على نظام الهجرة. فهناك تقارير متزايدة عن قيام وكالة الهجرة والجمارك (ICE) باعتقال المهاجرين داخل قاعات محاكم الهجرة، مما يحول مكانًا يفترض أن يكون آمنًا إلى فخ. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضغط على القضاة لإنهاء قضايا اللجوء في غضون 180 يومًا. هذه العوامل مجتمعة ترسم صورة لنظام قضائي يتحول من هيئة محايدة إلى أداة لإنفاذ سياسات الترحيل المتسارعة، مما يعرض حياة الأشخاص الفارين من الاضطهاد لخطر حقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !