تعرض فابيان شميت، المقيم في ولاية نيوهامبشير وحامل البطاقة الخضراء الأميركية منذ عام 2008، لاستجواب عنيف وتجريد من ملابسه من قبل مسؤولي الهجرة في مطار لوغان بولاية ماساتشوستس عند عودته من لوكسمبورغ الأسبوع الماضي، وفقاً لما أفادت به والدته، أستريد سينيور.
وذكرت سينيور أن ابنها خضع لمعاملة قاسية من قبل سلطات الهجرة والجمارك (ICE)، حيث تم إجباره على الاستحمام بالماء البارد، وحُرم من الماء لفترات طويلة، مما أدى إلى انهياره جسدياً بسبب الإعياء. وأضافت أن العائلة لم تتمكن من التواصل معه حتى تم نقله إلى المستشفى، حيث استطاعت سماع صوته للمرة الأولى يوم الثلاثاء الماضي.
ردود السلطات الأميركية
عند التواصل مع إدارة الهجرة والجمارك بشأن الحادثة، أحالت المتحدثة الرسمية إلى هيئة الجمارك وحماية الحدود (CBP)، التي أكدت في تصريح لصحيفة “نيوزويك” أن المسافرين الذين ينتهكون القوانين أو شروط التأشيرات قد يكونون عرضة للاحتجاز والترحيل، دون تقديم أي تفاصيل إضافية بسبب قوانين الخصوصية الفيدرالية.
أسباب الاحتجاز وموقف العائلة
وفقًا لمحطة WGBH الإذاعية، فقد تم وضع علامة على بطاقة الإقامة الدائمة الخاصة بشميت أثناء محاولته دخول الولايات المتحدة، دون توضيح سبب ذلك. ورغم عدم وجود قضايا قانونية جارية ضده، إلا أن لديه سجلًا جنائيًا بسيطًا، بما في ذلك تهمة حيازة الماريجوانا في سيارته، والتي تم إسقاطها لاحقًا بعد تغيير قوانين القنب، بالإضافة إلى قضية قيادة تحت تأثير الكحول منذ أكثر من عشر سنوات. كما ذكرت والدته أنه لم يحضر جلسة استماع في عام 2022 بسبب عدم تلقيه الإشعار في عنوانه الصحيح.
حاليًا، تحتجزه سلطات ICE في مركز الاحتجاز “دونالد دبليو وايت” في رود آيلاند، بينما تسعى عائلته، بالتعاون مع القنصلية الألمانية، إلى الإفراج عنه بكفالة.
حالات أخرى من احتجاز حاملي الجرين كارد
تزامن اعتقال شميت مع احتجاز السلطات الفيدرالية للطالب في جامعة كولومبيا، محمود خليل، وهو أيضاً حامل للجرين كارد، وذلك على خلفية اتهامات بدعمه لحركة “حماس”، التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية. وما زال خليل قيد الاحتجاز، حيث يخضع قضيته للمراجعة القانونية، ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم إلغاء إقامته القانونية الدائمة.
تصاعد استهداف حاملي الجرين كارد
يثير احتجاز شميت وغيره من حاملي البطاقة الخضراء مخاوف متزايدة بشأن السياسات الجديدة للإدارة الأميركية تجاه المهاجرين. ففي حين كان الرئيس السابق دونالد ترامب قد ركّز في حملته الانتخابية على استهداف المهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم سجلات جنائية، إلا أن التطورات الأخيرة توحي بأن بعض حاملي الجرين كارد، حتى الذين لا يمتلكون سجلات جنائية خطيرة، قد يكونون عرضة أيضاً للتحقيق والاحتجاز.
الخطوات القادمة
تواصل عائلة شميت السعي لإطلاق سراحه، بينما تستمر المنظمات الحقوقية في مراقبة تأثير السياسات الجديدة على حاملي الجرين كارد في الولايات المتحدة.