أثارت جريمة قتل المغني الإثيوبي هاكالو هونديسا، فضول الكثيرين حول العالم، الذين يريدون معرفة السيرة الذاتية للمغني الذي خلف رحيله هذه الدرجة الكبيرة من الاضطرابات والاحتجاجات في الشارع الإثيوبي.
وكانت حياة هونديسا، قد انتهت برصاصة مفاجئة، في ضواحي العاصمة الإثيوبية، واتهم أنصاره ومعجبيه السلطات الإثيوبية بالتقصير في حماية حياته، ومضوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا إن الأمر يتعلق بجريمة سياسية.
وعلى أثر المغني الإثيوبي ، عاشت العاصمة أديس أبابا، على وقع اضطرابات واسعة، خلال اليومين الأخيرين.
وولد المغني هونديسا في عام 1985، في منطقة أروميا التي تحتضن قومية “الأورمو”، وهذا الانتماء الإثني قد يكون عنصرا مساعدا على فهم التوتر، نظرا إلى تشابك القوميات والإثنيات في البلد الواقع شرقي أفريقيا. بحسب موقع “سكاي نيوز عربية”.
وينشط التنظيم المعروف بـ”هيئة تحرير أرومو” منذ عقود ضد الحكومات المتعاقبة في البلاد، لأجل نيل “حق تقرير المصير”.
وفي عام 2003، أي حينما كان المغني الراحل في الـ 17 من عمره، تعرض للاعتقال وتمت إدانته بالحبس 5 سنوات عقب مشاركته في مظاهرات.
وقضى هونديسا 5 سنوات في السجن، لكنه لم يوقف نشاطه السياسي، بل خرج من السجن وقد كتب أغلب الأغاني التي ضمها ألبومه الأول.
واستطاع هونديسا الذي يغني عددا من مواضيع السياسة، أن يحقق نجاحا بارزا، وفي عام 2013، قام بجولة في الولايات المتحدة الأمريكية، وطرح ألبومه الغنائي الثاني.
وتركز أغاني هونديسا على ما يصفه بـ”الصمود” ضد السلطات، فضلا عن مقاومة ما يعتبره “قمعا”، وارتبطت أعماله الفنية بشكل وثيق مع الحركة الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد خلال عامي 2015 و2016.
وفي عام 2017، أحيا هونديسا حفلا فنيا حاشدا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بغرض جمع تبرعات مالية لنازحين من قومية الأرومو اضطروا إلى ترك العاصمة أديس أبابا عقب توترات إثنية.
وكانت أغاني هونديسا تركز في أغلب الأحيان على حقوق عرقية الأورومو في البلاد وتحولت إلى أناشيد تصدح بها الحناجر في موجة من الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018.
وعقب إصابة هونديسا بالرصاص وهو يقود سيارته في أديس أبابا، تم نقله إلى المستشفى، لكنه سرعان ما فارق الحياة، فيما تجمع الآلاف من أنصاره ومحبيه خارج المستشفى.
وكان المغني البالغ من العمر 34 عاماً قد قال إنه تلقى تهديدات بالقتل. ولكن من غير الواضح هوية من يقف وراء إطلاق النار عليه.
وأسفرت الاحتجاجات الغاضبة في إثيوبيا، بعد مقتل هونديسا، عن وقوع العشرات من القتلى والجرحى، كما عاد النقاش مجددًا إلى الواجهة بشأن “التحديات الإثنية” في إثيوبيا، رغم التغيير السياسي الذي شهده البلاد، على اعتبار أن رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، نفسه ينتمي أيضا إلى قومية الأرومو.
وقد قطعت شبكة الانترنت عن مناطق في البلاد مع انتشار الاحتجاجات في ولاية أوروميا الإقليمية.
وكانت جثة هاشالو في طريقها إلى مسقط رأسه “أمبو” التي تبعد عن العاصمة 100 كيلومتر إلى الغرب، ولكن المحتجين حاولوا إيقاف العملية وأصروا على وجوب دفنه في أديس أبابا.
وأعرب رئيس الوزراء آبي أحمد عن تعازيه قائلاً في تغريدة له على تويتر إن إثيوبيا “خسرت حياة ثمينة اليوم”، واصفا المغني بأنه “شخص رائع”.
كما أدان جريمة قتل هونديسا واصفا إياها بـ”الفعل الشرير”، واتهم من وصفهم بالأعداء بمحاولة زعزعة استقرار البلاد والنيل من السلام الذي حقتته.
وتأتي وفاة هاشالو والاحتجاجات التي تلته في وقت تتنامى فيه التوترات السياسية في أعقاب تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس القادم، وذلك بذريعة انتشار وباء كورونا.
وكان ينتظر أن تكون تلك الانتخابات أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء آبي أحمد بعد تسلمه مهام منصبه في أبريل 2018.
ويشتكي الأورومو، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش.
وكانت المظاهرات قد اندلعت في 2016 فزاد الضغط على الحكومة.
ولجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى استبدال رئيس الوزراء في حينه هايلي مريام ديسالين بآبي أحمد، الذي ينتمي إلى عرقية الأورومو. بحسب موقع “بي بي سي”.
وقد أدخل آبي أحمد سلسلة من الإصلاحات غيرت صورة البلاد التي كانت تعتبر “دولة قمعية”. وفاز بجائزة نوبل للسلام في 2019، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تحقيقه السلام مع دولة إريتريا.