كشفت السلطات في ولاية ساوث كارولينا عن جريمة صادمة، حيث احتجز رجل يُدعى دوني راي بيرتش فيلد (35 عامًا) أربعة أشخاص داخل قبو منزله بمدينة لانكستر لمدة وصلت إلى 10 سنوات، في ظروف قاسية تخللتها إساءة جسدية ونفسية واستغلال مالي.
بداية الكشف عن الجريمة
بدأت خيوط القضية في 25 يوليو 2025 عندما تلقت شرطة لانكستر بلاغًا عن وفاة غير طبيعية داخل منزل في شارع تشرشل درايف. وأثناء التحقيق، ظهرت مؤشرات على وجود أشخاص محتجزين في القبو. وبعد أسبوع واحد، تم اعتقال بيرتش فيلد.
ضحايا تحت السيطرة الكاملة
الضحايا كانوا أربعة: زوجان مسنان كانت المرأة منهما قد تُوفيت أثناء فترة الاحتجاز، بينما حُرم زوجها من الطعام والعلاج اللازم. أما الاثنتان الأخريان فكانتا على علاقة عاطفية بالمتهم، إحداهما تعيش معه منذ 2024 والأخرى منذ 2015. الضحايا عاشوا سنوات طويلة في القبو ولم يكن يُسمح لهم بالخروج إلا بإذن المتهم، حتى قضاء الحاجة أو تناول الطعام كان يخضع لقراره.
لماذا لم يتمكنوا من الهرب؟
التحقيقات أوضحت أن بيرتش فيلد فرض سيطرة شاملة على ضحاياه: فقد استولى على هواتفهم ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي، وهدد إحداهن بأنه يعرف كيف يتخلص من جثة إنسان، وهو ما جعلها تخشى المحاولة. كما أن الزوجين كانا في وضع صحي هش، ما جعل قدرتهما على المقاومة أو الهرب ضعيفة. إضافة إلى ذلك، كان يستخدم العنف الجسدي، مثل الخنق المتكرر، لترهيب ضحاياه وإبقائهم تحت السيطرة.
تعذيب واستغلال مالي
إلى جانب الاحتجاز، ارتكب بيرتش فيلد جرائم مالية واسعة. فقد استغل البطاقات البنكية للزوجين وأجرى أكثر من 32 عملية شراء عبر الإنترنت من متاجر وولمارت منذ عام 2021، بقيمة لا تقل عن 2000 دولار. وفي الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 فقط، أنفق أكثر من 11,800 دولار من حسابهما لسداد ديونه الشخصية.
الاتهامات الموجهة
المدعي العام في ساوث كارولينا وجه للمتهم عشرات التهم، منها: 4 تهم احتجاز غير قانوني (False Imprisonment)، و4 تهم استغلال بالغ ضد أشخاص ضعفاء (Exploitation of a Vulnerable Adult)، واتهامات بالعنف الأسري (Domestic Violence)، إضافة إلى تهم متعددة بالاحتيال المالي (Financial Fraud). المتهم محتجز حاليًا دون كفالة في مركز توقيف مقاطعة لانكستر.
صدمة المجتمع المحلي
الجريمة هزّت المجتمع المحلي في لانكستر. أحد الجيران قال لوسائل إعلام محلية: “إنه شخص مريض ليفعل شيئًا كهذا”. السلطات أكدت أن التحقيق لا يزال مستمرًا، وأنه قد يتم توجيه مزيد من التهم في الأيام المقبلة، فيما ينتظر الرأي العام كشف تفاصيل إضافية عن كيفية استمرار هذه الجريمة طوال عقد كامل دون انكشاف.