في تطور جديد يعكس تشديد سياسات الترحيل في الولايات المتحدة، أُجّلت محكمة الهجرة في سياتل إصدار الحكم في قضية ترحيل ليويلين ديكسون، المقيمة الدائمة في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عامًا، والمعروفة بين زملائها باسم “العمة لين”.
احتُجزت بعد عودتها من الفلبين رغم سجلها القانوني النظيف منذ 20 عامًا
ديكسون، وهي فنية مختبر في جامعة واشنطن، كانت قد أوقفت من قبل مسؤولي الجمارك وحماية الحدود (CBP) في 28 فبراير 2025 أثناء عودتها من زيارة عائلية للفلبين، وتم تحويلها إلى مركز احتجاز تابع لإدارة الهجرة والجمارك (ICE) في تاكوما بولاية واشنطن، حيث أمضت الأشهر الثلاثة الماضية.
تعود أسباب احتجازها إلى إدانة سابقة بواقعة اختلاس غير عنيف تعود إلى عام 2001، حُكم عليها فيها بقضاء 30 يومًا في مركز تأهيل، ودفع غرامة مالية، دون أن تُسجن. وعلى الرغم من انقضاء العقوبة، لا تزال الإدانة مدرجة في سجلاتها وتُعتبر من المخالفات التي قد تُعرض صاحبها للترحيل بموجب قوانين الهجرة.
محاميها: “لم ترتكب أي مخالفة منذ أكثر من عقدين.. ويجب السماح لها بالبقاء”
في جلسة الخميس 29 مايو، دفع محامي الدفاع بنيامين أوسوريو بأن موكلته عاشت حياة مستقرة ومسؤولة في الولايات المتحدة منذ قدومها وهي في سن الرابعة عشرة، ولم ترتكب أي مخالفات منذ الحادثة القديمة، وتعمل الآن في مؤسسة تعليمية مرموقة وتساهم في المجتمع.
وأضاف أن ترحيلها سيكون غير عادل ولا إنساني، خاصة وأنها تعتبر أمريكا وطنها الوحيد، وقد تعرّضت لضغط نفسي كبير وهي تحاول تحضير ما ستقوله أمام القاضي لتدافع عن حقها في البقاء.
تأجيل الحكم وجلسة جديدة في يوليو
من جانبها، قدمت الجهات الحكومية حجة بأن الإدانة القديمة تندرج ضمن الجرائم التي تنطوي على “انتهاك للأمانة” وبالتالي تُعد مخالفة كافية لترحيلها، خاصة بعد مغادرتها البلاد وعودتها، مما أعاد تفعيل ملفها.
في نهاية الجلسة، قرر القاضي تأجيل البت في القضية وتحديد جلسة جديدة في 17 يوليو 2025 لاستعراض المزيد من الأدلة واستكمال المرافعات.
دعم شعبي خارج المحكمة
في محيط مبنى المحكمة، تجمع عشرات من زملاء ديكسون وأعضاء المجتمع المحلي من نقابة العاملين في جامعة واشنطن، للتعبير عن دعمهم لها، رافعين لافتات تطالب بإطلاق سراحها وإنهاء احتجازها.
كما أصدرت منظمات حقوقية مثل ACRS بيانات تضامنية، دعت فيها إلى وقف ترحيل المقيمين القانونيين، مشيرة إلى أن مثل هذه الحالات تؤدي إلى “تفكيك الأسر والإضرار بأفراد ساهموا لعقود في بناء المجتمع الأمريكي”.