دراسة علمية تربط بين توقيت وجبة الإفطار وزيادة خطر الوفاة

كشفت دراسة علمية حديثة أن توقيت تناول وجبة الإفطار قد يكون مؤشرًا هامًا على صحة كبار السن وطول عمرهم. ووجد باحثون في «ماس جنرال بريغهام» (Mass General Brigham) أن كبار السن الذين يؤخرون تناول وجبة الإفطار يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بمشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الاكتئاب، والتعب، وضعف النوم، وحتى الموت المبكر.

نُشرت نتائج هذه الدراسة، التي استمرت على مدى 20 عامًا، في مجلة «Communications Medicine»، وهي تقدم رؤى جديدة حول العلاقة بين توقيت الوجبات والصحة مع تقدمنا في العمر، وتؤكد على الحكمة القديمة القائلة بأن «الإفطار هو أهم وجبة في اليوم»، خاصة بالنسبة لكبار السن.

تفاصيل الدراسة ونتائجها الرئيسية

قام فريق البحث بتحليل بيانات من 2,945 شخصًا بالغًا في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 42 و94 عامًا، تمت متابعتهم لأكثر من عقدين. ووجد الباحثون أنه مع تقدم الأشخاص في العمر، يميلون إلى تناول وجبتي الإفطار والعشاء في أوقات متأخرة من اليوم، مع تقليص الفترة الزمنية الإجمالية التي يأكلون فيها يوميًا.

وكانت النتيجة الأبرز هي أن تأخير وقت الإفطار كان مرتبطًا بشكل ثابت بزيادة خطر الوفاة خلال فترة المتابعة. وبعد تعديل العوامل الأخرى مثل العمر والجنس ومستويات التعليم ونمط الحياة، وجد الباحثون أن كل ساعة تأخير في تناول وجبة الإفطار كانت مرتبطة بزيادة خطر الوفاة بنسبة 10 إلى 11 بالمئة.

بالإضافة إلى ذلك، ارتبط تأخير الإفطار بمجموعة من الحالات الصحية الجسدية والنفسية، مثل:

• الاكتئاب والقلق
• التعب والإرهاق
• مشاكل صحة الفم
• صعوبة في إعداد الوجبات
• نوعية نوم أسوأ

تفسير النتائج: مؤشر صحي سهل المراقبة

أوضح الدكتور حسن دشتي، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم التغذية والبيولوجيا اليومية في مستشفى ماساتشوستس العام، أن هذه النتائج لا تثبت أن تناول الإفطار في وقت متأخر يسبب الوفاة بشكل مباشر، بل تظهر وجود ارتباط قوي. وهذا يعني أن تأخير الإفطار قد لا يقصر حياة الشخص، ولكنه يمكن أن يكون مؤشرًا على مشاكل صحية كامنة، أو أنماط حياة، أو اختلافات بيولوجية تؤثر على الصحة.

وقال الدكتور دشتي: «تشير أبحاثنا إلى أن التغييرات في توقيت تناول كبار السن للطعام، وخاصة توقيت الإفطار، يمكن أن تكون بمثابة علامة سهلة المراقبة لحالتهم الصحية العامة». وأضاف أنه يمكن للمرضى والأطباء استخدام التحولات في روتين أوقات الوجبات «كعلامة إنذار مبكر» للبحث في المشاكل الصحية الجسدية والعقلية الأساسية.

كما أشار إلى أن هذه النتائج تكتسب أهمية خاصة في ظل تزايد شعبية أنظمة الصيام المتقطع والأكل المقيّد بالوقت، حيث قد تختلف التأثيرات الصحية لتحويل جداول الوجبات بشكل كبير في فئات كبار السن مقارنة بالشباب.

نصائح عملية

بناءً على هذه الدراسة، يُنصح الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا بالتفكير في تحديد وقت منتظم لتناول وجبة الإفطار كل يوم، ويفضل أن يكون ذلك في غضون ساعات قليلة من الاستيقاظ. قد يساعد الحفاظ على جدول أكل ثابت في الحفاظ على الصحة وربما يضيف سنوات إلى العمر. يمكن أن يكون الحفاظ على روتين صباحي ثابت، بما في ذلك وجبة الإفطار، بمثابة «إشارة بيئية قوية» تخبر الجسم بأن النهار قد بدأ، مما يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية والحفاظ على عمل جميع أعضاء الجسم على النحو الأمثل.