أعلن مسؤولو الصحة بالولاية في وقت متأخر الجمعة أن أحد سكان مدينة نيويورك أثبت إصابته بالفيروس المسبب لمرض جدري القرود، ويخضع المريض للعزل، و سيحاول مسؤولو ولاية ومدينة نيويورك تحديد كيفية إصابة المريض بالفيروس.
وقال مسؤولو الصحة العامة في مدينة نيويورك يوم الخميس إنهم يحققون في حالتين محتملتين من جدري القرود ، وهو فيروس نادر ويمكن أن يسبب أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا، ولكن وزارة الصحة بالولاية استبعدت الحالة الأخرى.
ويأتي ذلك في الوقت الذي حددت فيه منظمة الصحة العالمية حوالي 80 حالة على مستوى العالم، وحوالي 50 حالة أخرى مشتبه بها.
ويعد جدري القرود من الأمراض النادرة إذ إنه حيواني المنشأ، وتشبه أعراض الإصابة بجدري القردة الأعراض التي كان يصاب بها الإنسان في الماضي نتيجة مرض الجدري العادي، وينتمي إلى سلالة الفيروسات الجدرية.
تاريخ المرض
تم اكتشاف جدري القرود للمرة الأولى في 1970، بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أصيب به صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة قد استؤصل منها المرض في 1968، وحديثا في 2003 تم الإبلاغ عن وجود حالات مؤكدة من البشر مصابة بجدري القرود في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أولى الحالات التي تم تسجيلها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.
في 2005، تفشى جدري القرود في ولاية الوحدة بالسودان، كما تم تسجيل حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا وفي 2009 أقيمت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القرود، حيث تم اكتشاف 26 حالة إصابة بالمرض ووفاة شخصين آخرين.
الأعراض
تتراوح فترة حضانة جدري القرود والتي يقصد بها الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة ظهور أعراضها، من 6 أيام إلى 16 يومًا، كما يمكن أن تتراوح كذلك من 5 أيام إلى 21 يومًا.
يمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:
1- أولا فترة الإصابة بالمرض وتستغرق 5 أيام من لحظة تلقي العدوى، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد الليمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد بالإضافة إلى فقدان الطاقة.
2- ثانيا فترة ظهور الطفح الجلدي مدتها من يوم إلى 3 أيام بعد الإصابة بالحمى، وفي هذه المرحلة يبدأ ظهور الطفح، الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بحيث يكون وقع الطفح أشدّ على الوجه في 95% من الحالات المصابة، وعلى اليدين والقدمين في 75% من الحالات الأخرى، ويتطوّر الطفح الجلدي في خلال 10 أيام من «آفات ذات قواعد مسطحة» إلى حويصلات «نفاطات صغيرة مملوءة بسائل»، ثم بعد ذلك قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تمامًا.
وتصيب الآفات أغشية الفم المخاطية في 70% من الحالات النصابة، والأعضاء التناسلية في 30%، فيما تصيب في 20% من الحالات الأخرى مقلة العين.
3- من ضمن الأعراض كذلك، إصابة بعض المرضى بتضخم في العقد اللمفاوية قبل مرحلة ظهور الطفح الجلدي، وهي سمة تميز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.
4- تدوم أعراض المرض لفترة من 14 إلى 21 يوما.
أسباب انتقال المرض
1- من الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى انتقال جدري القرود إلى البشر، المخالطة المباشرة لدماء الحيوانات المصابة بالمرض أو آفاتها الجلدية أو مخاطها، حيث سجلت حالات إصابة في أفريقيا نتيجة لمس حيوانات مثل القرود أو الفئران أو السناجب المصابة، علمًا بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، ومن الأسباب المحتملة للاصابة بالمرض كذلك هو تناول اللحوم غير المطهية جيدًا من الحيوانات المصابة بعدوى.
2- ينتقل المرض في البداية عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.
كما حددت بعض الدراسات التي أجريت مؤخرا عن الحيوانات بخصوص انتقال جدري القرود من كلاب البراري إلى الإنسان نوعين مختلفين من الفيروسات، الأول هو فيروسات حوض نهر الكونغو، والثاني فيروسات غرب أفريقيا، مع العلم أن الأول أشد فتكا من الأخير.