الولايات المتحدة

شاب في ساوث كارولاينا يعترف بقتل أم لثلاثة بنات وإحراق جثتها

اعترف شاب من ولاية ساوث كارولاينا في الولايات المتحدة بقتل شريكته الشابة، وهي أم لثلاث بنات، ثم إشعال النار في السيارة وهي بداخلها، في جريمة أثارت صدمة واسعة بعد الكشف عن رسالة نصية أخيرة أرسلتها الضحية إلى صديقتها قالت فيها: «إذا لم تسمعي مني خلال 30 دقيقة، فهذا يعني أنه قتلني».

رسالة أخيرة قبل الاختفاء

بحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن جارِت هاسكل ديفيس (28 عامًا) أقرّ أمام المحكمة بقتل صديقته ميغان بوديفورد (25 عامًا) في أواخر شهر أبريل 2024 في بلدة دنمارك بولاية ساوث كارولاينا، على بُعد نحو 60 ميلًا جنوب مدينة كولومبيا. قبل اختفائها، أرسلت بوديفورد رسالة نصية لصديقة لها كتبت فيها: «إذا لم تسمعي مني خلال 30 دقيقة، فهذا يعني أنه قتلني»، وذكرت في رسالة أخرى أن «بحوزته سلاح». هذه الرسائل تحولت لاحقًا إلى دليل مؤلم على إدراكها للخطر المحدق بها.

بعد الإبلاغ عن اختفائها، عثرت الشرطة بعد أيام على سيارة محترقة على مسافة تقارب كيلومترين من منزل بوديفورد، وبداخلها بقايا بشرية تبيّن من خلال الفحوص الجنائية أنها تعود للضحية، لتتأكد بذلك أسوأ مخاوف عائلتها.

حكم بالسجن 43 عامًا وتهم جنائية متعددة

أقرّ ديفيس بالذنب في عدة تهم جنائية، من بينها القتل العمد (Murder)، وحيازة سلاح أثناء ارتكاب جريمة عنيفة (Possession of a weapon during a violent crime)، والحريق من الدرجة الثالثة (Third-degree arson)، وهي جناية تتعلق بإشعال حريق متعمد في ممتلكات، إضافة إلى تهمة تدنيس رفات إنسان (Desecration of human remains)، أي التعامل مع الجثة بطريقة مهينة وغير محترمة بعد الوفاة.

المحكمة حكمت على ديفيس بالسجن لمدة 43 سنة عن تهمة القتل، مع فترات سجن إضافية عن بقية التهم، تُقضى غالبًا بالتزامن مع العقوبة الرئيسية وفقًا لما أظهرته سجلات المحكمة. وتشير التفاصيل إلى أنه قتل بوديفورد ثم نقل سيارتها إلى طريق جانبي أو ممر للخدمات وأشعل فيها النار في محاولة لإخفاء الجريمة وآثارها.

أم لثلاث بنات ومعاناة سابقة من العنف الأسري

كانت ميغان بوديفورد أمًا لثلاث بنات تبلغ أعمارهن تقريبًا 7 سنوات و4 سنوات و4 أشهر وقت وقوع الجريمة. أفراد من عائلتها وأصدقائها أوضحوا لوسائل الإعلام أنها كانت تعاني من مشكلات عنف أسري في علاقتها مع ديفيس، وأنها طلبت المساعدة أكثر من مرة قبل مقتلها.

ابنة عم الضحية، ستيفاني نيكينز، قالت في تصريحات تلفزيونية إن ميغان «استغاثت بالفعل قبل مقتلها»، وإنه كان صادرًا بحق المتهم أمر توقيف سابق على خلفية قضية عنف أسري لم يُنفّذ في الوقت المناسب. وأضافت أن تنفيذ ذلك الأمر في حينه ربما كان كفيلًا بمنع الجريمة قبل أن تصل إلى هذه النهاية المأساوية.

انتقادات لأداء الشرطة وحماية ضحايا العنف المنزلي

عائلة بوديفورد عبّرت عن غضبها من عدم توقيف ديفيس في وقت سابق، مؤكدة أن تقاعس السلطات عن تنفيذ مذكرة التوقيف الأولى سمح له بالبقاء خارج السجن والاستمرار في تهديد الضحية حتى انتهى الأمر بقتلها. وأعادت هذه القضية إلى الواجهة النقاش حول فعالية القوانين والإجراءات الخاصة بحماية ضحايا العنف المنزلي (Domestic Violence) في الولايات المتحدة، وخاصة في الحالات التي تكون فيها هناك بلاغات أو أوامر قانونية لم تُنفّذ بالسرعة المطلوبة.

نشطاء ومهتمون بهذا المجال يرون أن حادثة بوديفورد تعطي مثالًا قاسيًا على خطورة تجاهل إشارات الإنذار المبكرة، مثل التهديد المتكرر باستخدام السلاح، أو وجود أوامر حماية غير مطبقة، أو رسائل استغاثة واضحة من الضحية، مؤكدين ضرورة التعامل الجاد والسريع مع هذه المؤشرات قبل أن تتطور إلى جرائم قتل.

رحيل قاسٍ ورسالة تحذير للضحايا المحتملين

عائلة ميغان تؤكد أنها تريد أن يتذكر الناس ابنتهم كـأم محبة وابنة محبوبة وشخصية اجتماعية، لا كرقم جديد في ملف جرائم العنف الأسري. وأوضحت أن حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بصور وذكريات مع الأصدقاء والعائلة، بما يعكس شبكة العلاقات الإنسانية التي كانت تحيط بها قبل مقتلها.

القضية في نهايتها تبدو كرسالة تحذير لكل من يعيش علاقة يسودها التهديد والعنف، بضرورة طلب المساعدة في أقرب وقت ممكن، والاستفادة من خطوط النجدة والملاجئ والمنظمات المتخصصة، والضغط على السلطات لتطبيق أوامر الحماية وأوامر التوقيف فورًا، حتى لا تتحول التحذيرات إلى مأساة جديدة مشابهة لقصة ميغان بوديفورد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !