أعلنت شركة “وايمو”، وهي شركة تابعة لشركة “ألفابت” المالكة لمحرك البحث “جوجل”، عن تقديمها طلباً للحصول على تصريح من إدارة النقل في مدينة نيويورك للسماح لسياراتها ذاتية القيادة بالعمل في منطقة مانهاتن، مع وجود “متخصص مدرب” خلف عجلة القيادة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من خطط الشركة للتوسع في أكبر مدن الولايات المتحدة، بعد نجاحها في تشغيل خدمات مماثلة في أربع مدن أمريكية أخرى.
وأوضحت الشركة أنها تهدف في النهاية إلى إطلاق خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة بالكامل في نيويورك، لكنها لم تحدد جدولاً زمنياً لهذا الإطلاق في أكثر المدن الأمريكية ازدحاماً. ووصفت “وايمو” هذا الاختبار بأنه “خطوة مهمة نحو الهدف النهائي المتمثل في خدمة سكان نيويورك”.
تحديات قانونية وتنظيمية
تواجه “وايمو” تحدياً كبيراً يتمثل في قانون ولاية نيويورك الذي يحظر تشغيل المركبات دون وجود شخص قادر على تولي القيادة لمنع وقوع الحوادث. وقد أعلنت الشركة عن نيتها الدعوة إلى تعديل هذه اللائحة الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على أي شركة ترغب في تقديم نظام قيادة ذاتية الحصول على إذن من مدينة نيويورك، بغض النظر عن الإشراف البشري.
وكانت آخر عملية لشركة “وايمو” في نيويورك قد جرت في عام ٢٠٢١، وكانت مجرد مرحلة اختبار تهدف إلى جمع البيانات وتقييم الطقس، مع وجود سائق بشري في التحكم، وفقاً للشركة. وستظل مبادرة هذا العام في المدينة شديدة الازدحام تعتبر اختباراً، لكن الشركة أضافت أنه في حالة منح التصريح، فإن ذلك سيمثل أول نشر اختباري للمركبات ذاتية القيادة في مدينة نيويورك.
تأثير التكنولوجيا على سوق العمل
أثار الإعلان مخاوف بين سائقي سيارات الأجرة وشركات النقل التشاركي مثل “أوبر” و”ليفت”، حيث انخفضت أسهم الشركتين بعد الإعلان. وتقوم “وايمو” حالياً بتسهيل أكثر من ٢٥٠ ألف رحلة مدفوعة أسبوعياً بدون سائق بشري في مدن مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وفينيكس وأوستن.
ويثير هذا التطور تساؤلات حول مستقبل آلاف السائقين في نيويورك، بمن فيهم العديد من المهاجرين العرب الذين يعتمدون على قيادة سيارات الأجرة أو العمل مع تطبيقات النقل التشاركي كمصدر رئيسي للدخل. وتشير التقديرات إلى أن حوالي ٤٠٪ من سائقي سيارات الأجرة في نيويورك هم من المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
فرص وتحديات للمجتمع العربي
رغم المخاوف من فقدان الوظائف، يرى بعض الخبراء أن هذه التكنولوجيا قد تخلق فرصاً جديدة في مجالات الصيانة والإشراف والدعم الفني للمركبات ذاتية القيادة. وتشجع منظمات المجتمع العربي في نيويورك أفرادها على الاستعداد لهذا التحول من خلال التدريب على المهارات التقنية والرقمية.
