وكالات
ذكر الصحفي الأمريكي بمجلة The Atlantic، إدوارد إسحاق-دوفيري، في كتاب له صدر حديثاً، أن الرئيس الأسبق باراك أوباما حاول استمالة الرئيس السابق دونالد ترامب، خلال لقائهما الأول في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، واقترح عليه أن يغير اسم الاتفاق النووي الإيراني إلى “اتفاق ترامب المناهض للأسلحة النووية”، من أجل الحفاظ على نفس سياسته مع طهران.
حسب تقرير لموقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021، الذي حصل على نسخة من الكتاب، فإن أوباما من خلال هذا المقترح، حاول استغلال ولع ترامب بوضع اسمه على كل شيء، مثل البنايات التي لا يمتلكها وشرائح اللحم.
يقول الكاتب الأمريكي في مؤلفه الذي يحمل عنوان “معركة الروح: داخل حملات الديمقراطيين لهزيمة ترامب Battle for the Soul: Inside the Democrats’ Campaigns to Defeat Trump”، فقد حاول أوباما أن يُثني على ترامب من أجل إقناعه بعدم تدمير بعض الجوانب الأساسية لإرثه.
فقد كان الاتفاق النووي الإيراني أحد تلك الجوانب، إذ كان ترامب قد تعهّد بأن تنسحب الولايات المتحدة منه خلال حملته الانتخابية عام 2016.
يروي دوفيري قائلاً: “اعتقد أوباما أنّ خطته ستنجح أثناء لقائهما. وحين تطرّق الحديث إلى مسألة كوبا وتحدث ترامب عن الفرص السوقية لافتتاح بعض الفنادق هناك، شجّعه أوباما على ذلك. وقد بالغ أوباما في الحديث عن الاتفاق الإيراني، وشرح له كافة بنود الاتفاق.. ثم اقترح عليه إعادة تسمية الاتفاق ليصير اتفاق ترامب المناهض للأسلحة النووية، إلى جانب إجراء بعض التعديلات على برنامج أوباما كير للرعاية الصحية وتسميته ترامب كير”.
فقد انتهى الأمر بترامب إلى الانسحاب بالولايات المتحدة من الاتفاق النووي، إذ انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 قائلاً إن طهران تستفيد منه بشدة، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية، في خطوة لاقت ترحيباً من إسرائيل.
منذ تولّي بايدن المنصب، اتفقت واشنطن مع طهران على مسار العودة إلى ذلك الاتفاق، لكن ذلك لم يتضمن سوى مجموعتي عمل، ولا يزال الاتفاق بعيداً كل البعد عن الحالة التي تركه عليها أوباما إبان رحيله عن المنصب.
كما تحاول إدارة الرئيس جو بايدن طمأنة إسرائيل التي ترى أن حصول إيران على أسلحة نووية يمثل خطراً على وجودها.
في وقتٍ لاحق من الاجتماع، وجه ترامب الدعوة لأوباما من أجل زيارته والتسكع معه في فلوريدا بعد الرئاسة، بحسب الكتاب.
كتب دوفيري: “خلال الاجتماع، سأله ترامب كيف سيقضي وقته بعد رحيله عن المنصب. ثم سأله ترامب إنّ كان بإمكانهما قضاء وقتٍ أطول معاً، وبعدها أخبره أنّه سيكون مرحباً به في أي وقت داخل مارالاغو”.
لكن العلاقات بين الثنائي تدهورت سريعاً بمجرد وصول ترامب إلى المنصب، وبينما لم يعرف العامة بأمر ذلك الاجتماع، مضى أوباما بحسب التقارير إلى وصف ترامب بـ”الفاسد اللعين” و”المجنون اللعين”.