تُوّج عام 2020 كأسوأ عام بالنسبة إلى خسائر الوظائف في الولايات المتحدة منذ عام 1939، أي خلال نحو 82 عاماً، مع تضرر ذوي الأصول الإسبانية والسود والمراهقين والمتسربين من المدارس الثانوية بشدة، وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إنه جرى التخلص من 9.37 مليون وظيفة عام 2020، مقارنة مع 5.05 مليون فقدت عام 2009، فى أعقاب الأزمة المالية العالمية. وكانت الفنادق والمطاعم والصناعات ذات الصلة الأكثر تضرراً العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة بين الأقليات والعمال الشباب والأقل تعليماً، وهي مجموعات تضررت بالفعل بشكل غير متناسب من الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا.
وبحسب الصحيفة، ارتفعت معدلات البطالة بين تلك المجموعات في أبريل (نيسان) بعد تفشي الوباء، ثم بدأت في الانخفاض. كما تسبب الطقس البارد في ديسمبر في زيادة كبيرة أخرى في البطالة. وكان الانخفاض في جداول الرواتب في الشهر نفسه بمقدار 140 ألفاً، وهو الأول منذ أبريل.
وقالت جوليا بولاك، خبيرة الاقتصاد العمالي في موقع الوظائف “زيبركروتر”، إنه على عكس ما حدث في أبريل تركزت خسائر الوظائف في ديسمبر في قطاعي الترفيه والضيافة.
وأضافت بولاك، “إنه وضع مختلف قليلاً، إذ تتركز المعاناة أكثر بكثير بين هؤلاء العمال المراهقين والأقليات في المطاعم والحانات وغيرها من الصناعات الخدمية التي تكون فيها الوظائف وجهاً لوجه”.
وقالت الصحيفة إن البطالة بين العمال السود واللاتينيين تجاوزت بشكل كبير المعدل الوطني خلال الوباء. ففي ديسمبر، ارتفع معدلها بين ذوي الأصول الإسبانية إلى 9.3 في المئة، من 8.4 في المئة في الشهر السابق. وشكل ذوو الأصول الإسبانية نحو 18 في المئة من إجمالي العمال و28 في المئة من العاملين في إعداد الطعام عام 2019.
انخفض معدل البطالة للعمال السود الشهر الماضي، لكنه ظل أعلى مما كان عليه في أي مجموعة عرقية أخرى. وقبل أن يضرب فيروس كورونا، كان معدل البطالة بين السود عند 6 في المئة في فبراير (شباط) 2020، قريباً من أدنى مستوى منذ بدء التسجيل، فيما شهد تضاعفاً بنحو ثلاث مرات تقريباً إلى 16.7 في المئة في مايو (أيار)، إذ كان عديد من الأميركيين الأفارقة أكثر عرضة لفقدان وظائف لا يمكن القيام بها عن بعد.
ويذكر أن الزيادة في حالات الإصابة بكورونا في جميع أنحاء البلاد قد تسببت في تخفيض 372 ألف وظيفة في المطاعم والحانات في ديسمبر، بعدما شددت عديد من الولايات القيود. وقالت بولاك إن هذا يضر أيضاً بفرص العمل للمراهقين.
وفي ديسمبر، زادت البطالة بين الأميركيين الحاصلين على أقل من شهادة الدراسة الثانوية، ومن المرجح أن يعمل كثير منهم في وظائف الترفيه والضيافة. وشهد العمال الأقل تعليماً مستويات أعلى من البطالة طوال الوباء، بعد أن عانوا من بطالة منخفضة حتى بداية 2020.
كما أسهم إغلاق المطاعم في فصل الشتاء في زيادة حالات التسريح المؤقت للعمال. وقال نحو ثلاثة ملايين أميركي، الشهر الماضي، إن تسريحهم مؤقت، ارتفاعاً من 2.8 مليون في نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين انخفض عدد الذين يعتبرون تسريحهم نهائياً.