الجالية العربيةنيويورك اليوم

عامل يمني في متجر بقالة بنيويورك يُعتقل بعد إلقائه سكينًا على مُقتحم «عدواني» داخل المتجر

اعتقلت شرطة نيويورك عاملًا يمنيًّا في متجر بقالة صغير بحي «غرامرسي» الراقي في مانهاتن، بعد أن ألقى سكينًا على شخص وصفه أصحاب المتجر بأنه كان «عدوانيًا» ورفض مغادرة المكان. وقد أثار الحادث غضب عائلة صاحب المتجر اليمنية، التي تؤكد أن العامل كان يحاول فقط حماية المكان ومصدر رزق العاملين فيه.

تفاصيل الحادث داخل المتجر

وبحسب الشرطة، فإن العامل محمود بورادة (34 عامًا) كان يعمل في متجر «Heavenly Market» في شارع ثيرد أفينيو قرب شارع 23 الشرقي، حين دخل رجل في عمره نفسه تقريبًا إلى المتجر ليل الثلاثاء. طلب منه محمود المغادرة، لكن الرجل تصرّف بعدوانية واندلع بينهما خلاف حاد.

وخلال المشادة، ألقى محمود سكينًا أصاب يد الرجل اليسرى وسبب له جرحًا بسيطًا، لكن المصاب رفض تلقي العلاج ورفض التعاون مع الشرطة، بحسب ما قالت السلطات. ورغم ذلك، تم تقييد العامل اليمني واقتياده من المتجر مكبّل اليدين.

اتهامات جنائية ومخاوف على مصدر الرزق

وُجّهت إلى محمود تهمتان جنائيتان: محاولة الاعتداء من الدرجة الأولى والاعتداء من الدرجة الثانية. وتُعد هذه التهم من «الجنح الكبرى» (Felonies) التي قد تؤدي إلى السجن إذا أُدين بها. ورغم طلب مكتب المدعي العام فرض كفالة مالية قدرها 5,000 دولار أو سند ضمان بقيمة 15,000 دولار، قرر القاضي الإفراج عنه دون كفالة ليتمكن من العودة إلى عائلته قبل عطلة عيد الشكر.

صاحب المتجر، أحمد صالح (24 عامًا)، وهو شاب يمني يدير المتجر مع والده وإخوته الذين هاجروا قبل 20 عامًا، قال إن محمود اتصل به قبل الحادث وكان «مرعوبًا» بسبب تصرفات المقتحم. نصحه أحمد بالتماسك وأخبره أنه سيتصل بالشرطة، لكن خلال دقائق تطورت الأحداث وأصبح العامل قيد التوقيف.

صاحب المتجر اليمني يدافع عن عامله

دافع أحمد بقوة عن العامل اليمني، مؤكدًا أن محمود «رجل طيب» ويعمل بجد ليعيل أولاده ويدفع فواتيره الطبية. وقال: «نحن نعمل بجهد لأن هذا متجر عائلي، ولم يُقدَّم لنا شيء مجانًا، لذلك علينا حماية عملنا. موظفونا يعرفون أن ضياع المتجر يعني ضياع وظائفهم».

وأضاف أنه ذهب إلى مركز الشرطة بهاتف محمود الذي سقط في المتجر، وسأل الضباط إن كان بإمكانه العودة إلى منزله في عيد الشكر لرؤية طفله، واعتبر أن ما حدث «ليس عدلًا».

تغيّر الحي وزيادة الضغوط على المتاجر الصغيرة

وأوضح صاحب المتجر أن المنطقة بدأت تتدهور منذ افتتاح مأوى للمشردين على مقربة من المكان قبل نحو عام ونصف، ما تسبب بزيادة السرقات والمضايقات اليومية. وقال إن أحد العاملين قدّم استقالته بسبب شعوره بأن «المنطقة لم تعد آمنة».

وختم أحمد حديثه بالتأكيد على أن العائلات اليمنية التي تدير مثل هذه المتاجر في نيويورك تريد فقط العمل بسلام وكسب رزقها، لكن استمرار التدهور الأمني قد يهدد وجود هذه المتاجر ويؤدي إلى فقدان عشرات الأسر العربية مصادر دخلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !